كورونا
«الموجة الرابعة» تهدد السينما
الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 10:30 ص
احمد ابراهيم
شهدت السينما فى الفترة الأخيرة عرض عدد من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، وهو الأمر الذى ساعد المنتجين على اتخاذ قرار العرض خاصة أن هذه الأفلام حققت نجاحا كبيرا عند عرضها فى السينما، وبرغم من الانتعاشة السينمائية التى نشهدها حاليا سواء فى عرض عدد من الأفلام أو على مستوى شباك التذاكر والإقبال الجماهيرى إلا أن هناك تخوفات من الفترة المقبلة، خاصة بعد الدخول فى الموجة الرابعة من كورونا، وهو الأمر الذى يؤثر سلبيا على السينما مرة أخرى، وفى ضوء ذلك استطلعت “أخبار النجوم” آراء بعض المنتجين حول رؤيتهم للمرحلة المقبلة وخريطة الطريق للسينما فى ظل ما تتعرض له السينما، وهل سيكون هناك صمود ام تتراجع السينما خطوة الى الخلف؟.
يقول المنتج هشام عبد الخالق ، انتشار الموجة الرابعة من كورونا المستجد بالتأكيد سيكون لها تأثير سلبي على صناعة السينما في الفترة المقبلة خاصة وأنها عانت الكثير في الفترة الطويلة الماضية منذ بداية ظهور الفيروس والخسائر التي تكبدتها شركات الانتاج من حفظ افلامها في الأدراج خوفا من الخسارة ولكنها خسارة من الجانبين لأن شركات الانتاج تحتاج لاستمرار دورة رأس المال بانتاج المزيد من الأعمال السينمائية وبالتالي انتشار الفيروس وحفظ الأفلام سيضر الإنتاج في مصر.
ويضيف هشام عبد الخالق أنه قرر طرح فيلمه “الإنس والنمس” للفنان محمد هنيدي على الرغم من احتمالية تأثير الموجة الرابعة من الفيروس علي إيرادات الفيلم، بالإضافة إلى أن السعة الاستيعابية لدور العرض لا تزال ٧٠٪ وليست بكامل طاقتها وعلى الرغم من تحقيقه إيرادات جيدة جدا إلى الآن الا انه لولا كورونا لحقق مزيد من النجاح والايرادات والفيلم سيظل يتم عرضه في دور العرض طوال الفترة المقبلة لانه من المحتمل ان تتخذ بعض شركات الانتاج قرارها بوقف انتاج الافلام ذات الانتاج الضخم في الفترة المقبلة والاكتفاء بالافلام منخفضة ومتوسطة الإنتاج مثلما حدث مع بداية انتشار الفيروس وهذا معناه ان الافلام المعروضة حاليا ستظل لأطول فترة ممكنة.
ويتابع: “عن نفسي وكشركة انتاج اتخذت قرارا باستكمال انتاج الافلام الضخمة حتي في ظل كورونا لانها حتي وان اثرت على الايرادات فهي أفضل من توقف الصناعة تماما والخسائر جراء هذا التوقف، وبالفعل تستقبل دور العرض فى ديسمبر المقبل فيلم “الجريمة” بطولة أحمد عز، منة شلبى، ماجد الكدوانى، سيد رجب، محمد جمعة، إخراج شريف عرفة وهو الفيلم الذي انتهيت من تصويره تماما في يوليو الماضي وحاليا في مرحلة المونتاج واراهن علي نجاحه وتحقيق ايرادات ضخمة”.
مغامرة
اما المنتج صفوت غطاس يقول: “بالتأكيد ستتأثر صناعة السينما بالموجة الرابعة من الفيروس وستتوقف الأفلام ذات الإنتاج الضخم لأنها ستمثل مغامرة غير محسوبة وتهور من قبل المنتجين لأن المشكلة أنك لا تعلم شكل الفيروس وطريقة تحوره في المرحلة المقبلة، وهناك ما يسمى بدلتا كورونا وغيرها وهي ما تسبب رعبا للناس والمشكلة أو التخوف ليس في احتمالية الاجراءات الاحترازية التي من المحتمل أن تلجأ اليها الدولة مثلما حدث العام الماضي، ولكن المشكلة في خوف الناس من كورونا ورفضهم لدخول السينما من الاساس”.
ويضيف صفوت غطاس: أن السينما تعرضت من قبل الى مثل تلك الأزمات والتي أثرت بالسلب على الصناعة وكان العصر الذهبي للسينما المصرية الذي استمر حتى منتصف ستينيات القرن الماضي قد أظهر نجوما اكتسبوا شهرة عالمية مثل عمر الشريف ويوسف شاهين وجميل راتب، لكن بدأ تراجع السينما المصرية مع توقف الدولة عن تمويل الإنتاج السينمائي في سبعينيات القرن الماضي، وانتشار الافلام التجارية الأقل جودة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية وأيضا تأثر قطاع الانتاج السينمائي في مصر سلبا بالتغيرات السياسية التي شهدتها مصر في العقد الأخير خصوصا عقب ثورة يناير مرورا بتدهور الصناعة اثناء حكم الإخوان وقد انعكست هذه الأوضاع تراجعا في الإقبال على صالات السينما إلا أنه مع مرور الوقت استطاعت الصناعة الاستفاقة من جديد والعودة الي مكانتها مرة اخرى”.
ضبابية
ويوضح المنتج محمد فوزي، ان الصورة ضبابية ولا احد يمكن ان يعلم ما سيحدث غدا، وليس الشهور المقبلة بسبب التغيرات التي تحدث بشكل مستمر والقرارات التي تطرأ فجأة بسبب تغيرات انتشار فيروس كورونا والاجراءات الاحترازية، ففي المعتاد تقوم شركات الانتاج بتخطيط العام المقبل بالكامل لأنها أدرى بالمواسم والايرادات والسوق بوجه عام إلا أن كورونا غيرت الاستراتيجيات تماما وان كنت اعتقد من وجهة نظري أن الأمر سيستمر على هذا الحال لأنه اذا حدث إغلاق مرة أخرى لدور العرض فإن السينما ستتضرر بدرجة كبيرة وستأخد وقتا طويلا في التعافي بالإضافة الي انتشار البطالة بصورة كبيرة وتوقف الاستديوهات كما أن شركات الانتاج من الممكن ان تتخذ قرارات بالتوقف عن الإنتاج لفترة لحين تحسن الاوضاع والسوق السينمائي مرة اخرى.
ويضيف محمد فوزي، أنه من المتوقع أن تكتفي شركات الانتاج بالافلام المعروضة في الفترة الحالية، وأن تستمر لوقت طويل في دور العرض ويمكن من آن لآخر ان تقوم شركة بطرح فيلم متوسط الانتاج وفي الغالب فان شركات الانتاج ستقوم بوضع خططها من أجل العام المقبل بداية من فصل الصيف والشهور التي يكون فيها انتشار الفيروس ليست كثيرة، ولكن شركات الانتاج التي انتهت من تصوير افلامها سيكون عليها اتخاذ القرار اما تأجيلها لحين تحسن الاوضاع او طرحها في دور العرض في الوقت الذي تراه مناسبا”.
ويشير محمد فوزي إلى أن التجربة أثبتت أن الاتجاه العام للمنصات الالكترونية هي الدراما التلفزيونية، بدليل ان كل الاعمال التي تم عرضها في الفترة الماضية كانت درامية، لأن للسينما وضع خاص فالجمهور تعود على مشاهدة الفيلم في اجواء معينة خاصة الأفلام التي تعتمد على الجرافيك والمؤثرات كـ”موسي” وغيره بعكس الاعمال الدرامية.