سليمان قناوي
سليمان قناوي


وما أدراك ما الساحل

سليمان قناوي

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 06:34 م

هل يتلازم الرقى والتحضر مع الثراء؟.. ليس دائماً.. وما يحدث فى قرى الأثرياء بكوكب الساحل الشمالى لهو أكبر دليل على ذلك، حين يكون حسن شاكوش وحمو بيكا وعمر كمال هم نجوم حفلات هذه القرى يومياً بكل ما فى أصواتهم من ضجيج وكل ما فى كلمات أغانيهم من سوقية وتدنٍ وتسفل، فقل على الذوق العام لأبناء هذه الطبقة السلام، وما يجعلك تتميز غيظاً تهافت البنات على التقاط  صور سيلفى مع هؤلاء المطربين الثلاثة، وكأنهن يحاولن التقاط صورة مع عبد الحليم حافظ أو هانى شاكر وما يدلك أكثر على مدى الاستهتار بقيمة الفلوس أن يدفع شاب أو فتاة 4000 جنيه لكى تشاهد أو يشاهد عشرات الآلاف من «القفيان» (جمع قفا) ويظلا واقفين عدة ساعات للاستماع إلى الهضبة، وأى عاقل عليه أن يسأل أى متعة فى أن يغرم الإنسان هذه الآلاف من الجنيهات لتتورم قدمه ولا يرى سوى فتحة صدر قميص عمرو دياب من بعيد قوى، كل ذلك يدلل على خلل قيمى حين يقترن المال بانعدام الذوق عند أثرياء هذا الزمان، والغريب أنه رغم حرص هذه الطبقة الثرية على الانسلاخ والابتعاد عن عوام الناس وعدم الاقتراب منهم لأنهم يرونهم «بيئة» فأنهم يتمايلون طرباً مع أغانى التكاتك التى يدمنها أبناء الطبقات الفقيرة، فأصبح الجميع فقيراً فنياً، منعدماً قيمياً ومتفسخاً أخلاقياً، فمشاجرات أولاد ما يسمون بالذوات تسمع فيها سباب الحوارى وشتائم السوقة وألفاظ الدهماء، سمعت ما جرى مؤخرا فى واحدة من أغلي قرى الساحل من شتائم بأقذع الألفاظ وضرب بالكراسى، ولولا أن عنوان الفيديو يشير إلى أن الواقعة جرت فى هذه القرية، لظننت أنها جاءت من حوش بردق أو عزبة الصفيح  أو حكر أبو دومة، رغم أن العديد من هذه العشوائيات قد تمت إزالتها ومن ثم ربما أزيلت معها السلوكيات المتدنية لسكان هذه المناطق بعد أن انتقلوا إلى مساكن آدمية.

وحتى لا أقع فى فخ التعميم، فالساحل الشمالى يعيش بين شواطئه أيضا علماء ومفكرون وأدباء وكثيرون من صفوة المجتمع خلقاً وعلماً وسلوكاً، لكن لا تسمع لهم حساً لأن صوتهم خافت، حيث يحرصون على البعد عن صخب ومهازل ومعاكسات وخناقات أولاد ما يسمون بالذوات أو من يطلق عليهم شعب الساحل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة