أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

رحل أحلى من فينا

أسامة شلش

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 06:49 م

ذهب ياسين إلى ربه عادت الروح لمن خلقها فلا راد لقضائه ولكن ما تركه ذلك الشاب الذى عاش بيننا رغم صغر سنه الذى لم يتجاوز الثلاثين شيء يتجاوز الخيالات، بشوش الوجه، باسم السن لا تسمعه إلا همسا، قبل أيام كان بيننا لم يظهر عليه أى تعب أو إرهاق يؤدى عمله بكل الهمة والنشاط كما عودنا وبنفس الابتسامة الموروثة عن والده عشرة العمر الزميل محمد عباس بلا كلل ولا ملل، فجأة وبلا مقدمات فاجأنى الخبر، ادعوا لياسين أنه فى غيبوبة بسبب نزيف مفاجئ فى المخ يرقد بين الحياة والموت ادعوا له.

وجدت عينىّ تذرف الدمع دون شعور، ذلك الشاب اليافع ماذا حدث؟ هل فى حادث؟ وكانت المفاجأة التى أخبرنى بها الزميل محيى عبد الغفار أنه المرض اللعين، على مدى ٤ أيام هى ما بقى لياسين بيننا قبل أن يلقى وجه ربه الكريم كان الدعاء لأن ينجو الملاك الطاهر من الغول الذى تسلل لجسده ولكن كانت إرادة الله أسبق فذهب ياسين كالنسمة تماما كما عاش بيننا كالنسمة، ذهب أحلى من فينا ولن يعود سنفقد الوجه البشوش والزميل الجدع والابن الودود، سنبكيه قدر ما أحببناه ومن منا من لم يحب ياسين؟، هل كنت بيننا ملاكا كما وصفك الزملاء وذهبت إلى حيث مكانهم الرفيع؟ عشت على مدى عمرى كله أودع زملاء وأقارب وأصحابا ولكنى أيها الابن الغالى لم أر على مدى كل هذا العمر مثل مظاهرة الحب التى كانت على مدى الخمسة أيام بين دخولك فى الغيبوبة ورحيلك ثم فى جنازتك، انظر إلى النعش وأنا لا أصدق أنك أنت الراقد، تحجبك عنا تلك الأكفان البيضاء.

 ابنى الراحل ياسين عشت بيننا فكنت خير الأبناء، ورحلت بلا مقدمات ولكننا أبدا لن ننساك، دموع المحبين الذين أحاطوك مريضا ثم جثمانا إلى مثواك الأخير ودعاؤهم لك بالشفاء قبل أن تنفذ إرادة الله ثم بالرحمة والدعاء بالجنة بعد الرحيل هى أكبر مظاهرة حب لملاك عاش بيننا وتركنا نعيش على ذكراه ولن ننساه لأنه ترك فينا ما يجعله يعيش وكأنه بيننا.

 لا نقول وداعًا ولكن نقول إلى لقاء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة