عميد الأدب العربي طه حسين - أرشيف أخبار اليوم
عميد الأدب العربي طه حسين - أرشيف أخبار اليوم


سر الرسالة الغامضة من طه حسين لوزير الأوقاف 

محمود عراقي

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 08:29 م

توصية من شخصية هامة توفر عليك الكثير من الجهد والوقت وتذلل لك كل عقبة قد تواجهها وأنت تنجز بعض مصالحك فى الهيئات والمؤسسات المختلفة، وانتشرت الواسطة على نطاق واسع فى الوقت الحاضر، ولكن هل تخيلت الواسطة قديما؟ وهل جربت أن يكون واسطتك عميد الأدب العربي طه حسين؟

 

بدأت الحكاية عندما حضر طالبان إلى الدكتور طه حسين وطلبا منه تقديم يد العون إليهما والتوسط لدى الدكتور أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف وقتها لقضاء حاجتهما من الوزارة، وأخذ عميد الأدب العربي فى كتابة رسالة قصيرة إلى الباقوري جاءت جامعة مانعة، شملت تزكيته للطالبين لدى الشيخ الباقوري من أجل رعايتهما.

 

وجاء في خطاب الدكتور طه حسين: 

 

«ما أكثر من أصد عنك من أصحاب الحاجات، لأن حولك منهم أكثر مما تطيق موارد الوزارة، ولكن أمر هذين الطالبين، اللذين لا أعرفهما، في حاجة ظاهرة إلى رعايتك..  فأنا أرفعه إليك في طلبهما هذا، وما أشك في أنك ستشمل هذين البائسين، بفضل من عطفك، فهما أهل له، ولست في حاجة إلى أن أذكرك بقول الشاعر القديم (أحسن جواب العيال إنهمو قد أرسلوني إليك وانتظروا).. فأنت خير من يسمع وخير من يجيب، ولك مني أصدق التحية، وأخلص الود وإلى لقاء قريب إن شاء الله».

 

اقرأ أيضًا| غادر مصر.. سر توقف طه حسين عن التدريس بالجامعة

 

فرد الباقوري على الدكتور طه حسين: «سيدي الأستاذ العميد، عفا الله عنك لم تصد عني طلابك، الذين يريدون وزارة الأوقاف فيما يريده أصحاب الحاجة من طلاب الجامعات، وغير الجامعات، ولم تأخذني بإحساسك الذكي المرهف، وشعورك اليقظ النبيل فتشفق علي من كثرتهم وتزاحمهم، وتشفق على موارد الوزارة أن تضيق بهم».

 

«في الحق إنهم لكثير، وإن موارد الوزارة لأقل من أن تتسع للقليل منهم ولكن لا بأس فإنه إن لم يسعهم المال، وسعتهم كلمة طيبة، ولقاء يأنس به المواطن إلي مواطنه، والأب إلى أبنائه وإنك لتذكر الحديث الشريف.. (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم) فأنا من ذلك على إحدى الحسنيين، ثم لا أحرم مع هذا رسالة كريمة، كتلك التي حملها إلي طالباك هذان، نفحة من نفحات الأدب الرفيع تحيا عليها النفوس المتعبة، ويتراوح لها الخاطر المكدود».

 

«ومن يدري .. فلعله لا يعدم طلابك على كثرتهم فضلة مال إن لم تسد مفاقرهم، فرجت كربة، ورفعت ضائقة»، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 19 ديسمبر 1954.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة