لا شيء واضح فوق جبال اليمن إلا القصف المتواصل وطائرات (إف 16) و(عاصفة الحزم) غير ذلك، فكل الأمورمعقدة، أطرافها متشابكة ومتداخلة..حرب أهلية طائفية.. شيعة حوثيون (بدعم إيراني) وأصوليون سنة (بدعم سعودي) حرب قبلية، نزاعات أيديولوجية وسياسية (بمساندة روسية)..علاقات يمنية سعودية تاريخية معقدة..أساطيل أمريكية وفرنسية في بحر العرب والمحيط الهندي، لحماية (باب المندب)... هل وقعت مصر تحت الضغط السعودي، أم حاولت تسديد فواتيرها ورد الجميل، بالمشاركة في (عاصفة الحزم) ؟ ما حدود الخطر الساكن باب المندب ؟ وما حدود الخطر الحوثي؟ هل هو شأن يمني، أم خطر يهدد السعودية ؟ وهل الخطر يهدد أمن السعودية وحدها، أم أمن الخليج ومصر والمنطقة بأكملها ؟ ثم ما حدود المشاركة العسكرية المصرية بوضوح وشفافية ؟ وما سقف تطورها ؟ الأمور معقدة وغير مفهومة بالفعل، واليمن لم يعد سعيدا...وجمال جبران غاضب من القصف المتواصل علي اليمن، مؤكدا (أن ضربات إف 16 ليس هدفها إسكات الحوثي بقدر ما هو إصرار ورغبة صريحة لإعادة الشعب اليمني إلي النقطة صفر، وإلي الحياة البدائية الأولي)!! ما يكتبه جمال جبران حول ما يسميه (بعدوانية الأمراء الشرسة) هو جزء من تاريخ طويل في ذاكرة أهل اليمن، في علاقتهم بالسعودية... يستعيدون فيه مشاهد ومواقف كثيرة، يري اليمنيون أنها تسير علي وصية تركها مؤسس المملكة لأحفاده، وهي (ضرورة عدم ترك اليمنيين في حالة استقرار طوال حياتهم) !!... جمال جبران ليس حوثيا، ولا شيعيا، ولا سلفيا، ولا إخوانيا، ولا سياسيا..هو كاتب وصحفي يمني، عاش في مصر، ولعله أكثر مصرية من المصريين أنفسهم..هكذا يسمي عاصفة الحزم (بعاصفة الأمراء) ويتجنب الإشارة إلي مصر من قريب أو بعيد.. لكن جمال جبران غاضب علي قصف بلاده، ونحن أيضا.