زرت دولة الإمارات أكثر من مرة، في كل مرة يبهرني التقدم الملحوظ والملموس علي أرض هذه الدولة في شتي المجالات، ولكن في زيارتي الأخيرة انبهرت بحب شعب الإمارات للمصريين بصورة تشعرك أنك في مصر وليس الإمارات، والأهم حبهم الذي يصل إلي حالة العشق للرئيس عبد الفتاح السيسي، هناك في شبكة تليفزيون أبو ظبي تقابلت مع الإعلامي الكبير يعقوب السعدي وهي المرة الأولي التي التقية، بدأ حديثه معي عن أحوال مصر وشعبها، وقال لي إنه من عشاق السيسي وأضاف أن من يعادي رئيسكم كمن عادي شعب الإماراتي، قالها بحسم ودون أن تشعر أنه يقول كلام مجاملات، وعندما استشعر مني أنني أريد تفسيرا لما يقوله وأسبابه، زاد من حديثه قائلا : مصر هي قلب العروبة النابض وما فعله السيسي في إنقاذ الوطن العربي في ٣ يوليو كفيل بأن نلتف جميعا حول هذا الزعيم المنقذ. فقلت له : لقد أنقذ مصر، فقاطعني لا ياسيدي لقد أنقذ الوطن العربي، وأنا أقصد ما أقوله لأنه لو كانت مصر سقطت لسقط الوطن العربي بالكامل، والرجل قرر أن يضحي بنفسه من أجل العروبة كلها، فكيف لا نعشق ونجل هذا الرجل.
وقتها شعرت بفخر شديد من حديث السعدي عن مكانة مصر وزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعتبرت ما قاله هي وجهة نظره أو وجهة نظر إعلامي مطلع علي الأحداث، ولكن وجدت فيما بعد أنها وجهة نظر الإماراتيين شعبا وحكومة، ففي الأسواق التجارية ما أن يقابلني إماراتي ويعرف من لغتي التي هي جواز سفري المعلن أنني مصري حتي يبادر بتحيتي والاطمئنان علي شعب مصر ويلح علي أن أبلغ تحياته وتقديره للرئيس السيسي، ويتكرر نفس الأمر في الفندق والمطاعم والمطار، هي حالة عشق لمصر والمصريين والرئيس بصورة لم ألاحظها في أي دولة زرتها طيلة الفترة الماضية، والأهم هو استعداد هذا الشعب علي كافة مستوياته في دعم مصر وشعبها ورئيسها.
هناك ينظرون إلي مصر علي كونها الوطن القائد، الذي منوط به قيادة الأمة العربية وإخراجها من كافة مشاكلها التي تعاني منها في الوقت الراهن، هم علي استعداد للاستثمار في مصر شريطة القضاء علي المشاكل التي يقابلونها وعلي رأسها بيروقراطية الجهاز الإداري الذي يعوق الاستثمار الخارجي، وهم أيضا يريدون العمالة المصرية لتبني الإمارات الحديثة، وهم أيضا لديهم الاستعداد الكامل لتلبية احتياجات مصر في التو واللحظة التي تطلب فيها مصر، إنهم شعب داب في حب بلدي وشعبها وقائدها، وأتصور أن علينا أن نتطلع لزيادة أوجه التعاون مع الإمارات، فمثلا لماذا لا تكون هناك قوافل سياحية تدعو الإماراتيين لقضاء إجازاتهم في شرم الشيخ والغردقة، ولماذا لا تكون هناك قوافل اقتصادية تدعو للاستثمار في مصر وتقدم لكل من يريد ذلك التصاريح الفورية بعيدا عن الجهاز الإداري ومشاكله، ولماذا لا يكون هناك قوافل إعلامية تطرق الأبواب هناك من أجل التعاون في هذا المجال علي كافة مستويات العمل الاعلامي، ولماذا لا يكون هناك قوافل عمالية تدرس سوق العمل الإماراتي وتقدم له العمالة المصرية المدربة التي يحتاجها.
أتصور أن حب وعشق الإمارات لمصر يحتاج منا تحركا سريعا لدعم هذا الحب ولا نركن فقط أمام منح واستثمارات عشوائية وسياحة غير منظمة وعمالة بالصدفة، لتكون هناك ترجمة ورد للحب والعشق الإماراتي لمصر.