مع اختتام قمة شرم الشيخ العربية أعمالها يمكن ان نطلق عليها ولاول مرة منذ التضامن العربي في حرب ٧٣.. لقب قمة »‬الانجازات». استطاعت هذه القمة رغم الصعوبات والتحفظات ان تتخذ قرارات تنفيذية جريئة من وجهة نظري فيما يتعلق بثلاث قضايا غاية في الاهمية. يأتي في مقدمة هذه القضايا تأييد ودعم مبادرة الدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية بالاستجابة الي طلب الرئيس اليمني الشرعي منصور هادي بالتدخل لانقاذ بلاده من سيطرة وارهاب جماعة الحوثيين المدعومة ايرانيا علي مقدرات الدولة بمساعدة الرئيس السابق المشلوح شعبيا »‬الشاويش» علي عبدالله صالح. أما القضية الثانية والتي تعد خطوة هامة نحو تفعيل ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك فانها تتمثل في الموافقة علي اقتراح الرئيس عبدالفتاح السيسي بانشاء قوة عسكرية مشتركة للتدخل ضد الاخطار التي تهدد امن واستقرار أي دولة عربية تطلب المساعدة. اقرار هذا المقترح والتحرك ايجابيا لتنفيذه يعد اعترافا بوحدة الامن القومي العربي وهو ما يتطلب التضامن العسكري للدفاع عنه امام المؤامرات والتحديات الاقليمية. ورغم العديد من القرارات التي اتخذتها القمة والتي تدخل ضمن جدول اعمالها الطبيعي الا ان موافقتها علي المقترح المصري الثاني المتعلق بالتوجه الي المجتمع الدولي للمطالبة برفع الحظر عن تسليح الجيش الوطني الليبي لمواجهة التنظيمات الارهابية تعد نقلة نوعية اخري لمسار القمة في تحقيق متطلبات  الامن القومي العربي. ولقد كشف تحفظ قطر علي هذا القرار الدور المريب الذي يقوم به نظام هذه الدولة العربية في التآمر علي امن واستقرار الدول العربية. ان قطر وبهذا الموقف فضحت ما اكدته الحكومة الليبية الشرعية ومعظم وسائل الاعلام العالمية عن الدعم العسكري والتمويل المالي- بمشاركة تركيا - والذي يتم تقديمه للمليشيات الارهابية التي تحارب الشرعية في هذه الدولة العربية. من ناحية أخري فقد كان غريبا ان يتحفظ العراق علي قرار انشاء القوة العربية المشتركة. انه موقف يدعو للريبة علي ضوء موافقة السلطات العراقية علي مشاركة الحرس الثوري الايراني في معركة الشعب العراقي ضد تنظيم داعش. يأتي هذا التناقض علي الرغم من مشاركة عدد من الدول العربية في الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد هذا التنظيم. علي كل حال فإن هذين الموقفين لا يمكن ان يؤثرا علي ارادة الاغلبية الساحقة من الدول العربية وهو ما يجعلنا نقول في النهاية ان قمة شرم الشيخ تستحق عن جدارة ان تكون قمة »‬الانجازات».