حينما يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان مصر ستنتصر في مواجهتها مع الاشرار بالجهد والعرق والدم فإنه يعني ما يقول وقد جاءت حادثة إسقاط طائرة مصر للطيران طراز ايرباص 320 الخميس الماضي فوق البحر المتوسط ـ والتي كانت في رحلة من باريس للقاهرة ـ في اطار هذه المواجهة الشرسة مع هؤلاء الاشرار الذين يسعون في الارض فسادا ويعملون حثيثا وبشتي السبل علي عزل مصر عربيا واقليميا ودوليا ولن يفلحوا.
وإن كانت المواجهة قد بدأت منذ محاولة خطف الجنود السبعة في شبه جزيرة سيناء وصدور تصريح المعزول حول الحفاظ علي الخاطفين والمخطوفين ليؤكد اضطلاع تنظيم الاخوان الارهابي الاجرامي الدموي في هذه المواجهة الشرسة فإن التصعيد ضد مصر قد شهد تطورا خطيرا.. وفي هذا الاطار جاءت حادثة اسقاط طائرة الايرباص الروسية فوق سيناء في بداية الموسم السياحي اواخر العام الماضي وكان الهدف واضحا هو تدمير العلاقات المصرية الروسية وتوجيه ضربة قاصمة للاقتصاد المصري من خلال حرمانه من مورد من اهم موارد العملة الصعبة وهي السياحة وجاء اعلان بريطانيا ـ بعد ساعة من سقوط طائرة الركاب الروسية ـ عن تعرض الطائرة لحادث ارهابي ليؤكد انها كانت عندها معلومات مسبقة عن هذا الحادث الارهابي وقد ظهر ذلك واضحا في تعجيلها بترحيل المواطنين البريطانيين من مصر وبصفة خاصة من المناطق السياحية في شرم الشيخ والغردقة. وتلا ذلك حادث مقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني والذي يؤكد وضع جثته علي قارعة الطريق العام الي الهدف من ذلك وهو تدمير العلاقات المصرية الايطالية والتي شهدت تطورا ايجابيا وملحوظا منذ ثورة يونيو وحتي الان في شتي المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي كما تأتي محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة اسرائيلية ائتلافية من حزبه الليكود وحزب العمل الاسرائيلي المعارض وعدد من الاحزاب وعرض حقيبة الدفاع علي المتطرف افيجدور ليبرمان والذي قبلها، وكان قد هدد قبل ذلك بتدمير السد العالي في نفس الاتجاه حيث يدير التحالف الصهيوأمريكي كل المؤامرات ضد مصر ويستخدم ادواته المتمثلة في تنظيم الاخوان الارهابي الاجرامي الدموي وماكينة الصراف الآلي القطرية واحلام اليقظة التركية في تنفيذ هذا المخطط الجهنمي.
ويأبي التحالف الصهيوأمريكي ان يترك الفرصة لمصر لتعيد بناء ما تم تدميره خلال الخمسين سنة الماضية وتحديدا منذ عام 1967 فيتم تدبير حادث اسقاط طائرة مصر للطيران طراز ايرباص 320 الخميس الماضي والتي كانت في رحلة من باريس للقاهرة ـ بهدف تدمير العلاقات المصرية الفرنسية وحتي يتم فرملة خطة التنمية الطموحة التي يقودها باقتدار الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتؤكد كل المؤشرات ان التحالف الصهيوأمريكي الذي يشكل عمود خيمته كل من امريكا وبريطانيا وإسرائيل قد فشل فشلا ذريعا في محاولته لعزل مصر عن محيطها العربي والإقليمي والدولي بل ان محاولاته اليائسة ادت الي تعاطف عدد من القوي الدولية المحبة للسلام مع الموقف المصري وقد بدا ذلك واضحا بعد حادثة اسقاط طائرة مصر للطيران فوق البحر المتوسط الخميس الماضي.
وأيا كان الامر.. ما اشبه الليلة بالبارحة حينما سقطت طائرة مصر للطيران الرحلة رقم 990 في 31 اكتوبر 1999 وعلي متنها 217 فردا وادعت اجهزة الدعاية للتحالف الصهيوأمريكي انتحار قائد هذه الطائرة الكابتن جميل البطوطي رغم ان كل الشواهد تؤكد تعرض الطائرة لصاروخ أسقطها في ثوان في المحيط الاطلنطي!!