أحسن الرئيس عبدالفتاح السيسي صنعاً بما قاله لوزير البترول أثناء عرضه توسيعات مصنع موبكو للأسمدة «لاتعرض الأمر بشكل مغلق للشعب لأنه يتابعك».
الرئيس وضع يده علي بيت القصيد، وهي الحالة التي عليها الناس.. الناس مش فاهمة، أو بمعني أدق أصابها حالة من اللخبطة والارتباك.. مشروعات عملاقة تفتتح كل يوم، ومازال هناك الكثير.. والناس عايزة اللي يشرح لها ويفهمها.. مش عيب علي فكرة أن الحكومة تبذل مجهودات للتوضيح للشعب.. نحن في دولة نامية خرجت منها ثورتان، ارتفع سقف المطالب فيها إلي الكثير والكثير،.. والناس في عجل من أمرها كما حالة الفطرة البشرية، فخُلق الانسان من عجل.. وحينما انتخب الرئيس السيسي ارتفعت معه المطالب أكثر وأكثر.
وإن كانت الحالة الاقتصادية صعبة وخطرة فلابد للحكومة من الشرح باستخدام خطط وأدوات علمية.. الموضوع جد يستحق العناء فشعب بحجم الشعب المصري يستحق الكثير.. ويجب أن تختفي حالة التعالي التي تمتلك الحكومة، ولا أقول عند جميع اعضائها ولكن عند البعض،.. عليها ان تقترب أكثر من القاعدة العريضة حتي يتم تعبئة الناس، وخلق حالة من الصبر في انتظار تحقيق الأمل المنشود بحياة كريمة.
فنجد الحكومة تعلن بكل شفافية صعوبة الوضع الحالي وأنها لاتملك عصا سحرية، وان هناك قرارات قاسية.. الا أنها في نفس الوقت لاتعلن هذه القرارات..
واذا كانت تركة المشكلات ضخمة والدولة محاصرة بالمتربصين بها. وانحسار مواردها من الدولار، وانهيار السياحة شيء ليس وليد المصادفة.. فكان علي الحكومة ان تستعد بخطط ودراسات اعلامية تخاطب الرأي العام.
ولماذا لاتناقش فكرة عودة وزارة الاعلام مرة أخري بمفهوم جديد، كما تعلمنا في كليات الاعلام ولماذا لا تتم الاستعانة بدراسات وبحوث الرأي العام، حتي نتعلم كيف نخاطب الناس.
ونأخد من كلام الرئيس السيسي الذي لمس «الوجيعة».. ان شكل مصر تعكسه اشياء كثيرة معتبرا الطريقة التي يري العالم بها مصر سببها ما يقدمه الاعلام عنها.
فعلا الاعلام في مرحلة ارتباك وتشويش، وهو ما يجعل الأمل ينحسر، ويغرق المواطن في أزمة مالية تحاصره، من ارتفاع الاسعار ونظام تعليمي وهمي وصحي متدني يجعل الكلمة الأولي والأخيرة لمن يملك المال وحده ليدفع تكلفة هذه الخدمات.
والسبب هو غياب الشفافية وتدفق المعلومات.. فإذا كانت المعلومات الصحيحة متاحة من قنوات الدولة للاعلاميين والصحفيين، وفي نفس الوقت تقوم الحكومة بإشراك المواطن في حل هذه المشكلات،.. وبذلك تخلق حالة من الأمل وبأن المستقبل يأتي معه الخير الكثير لأبنائنا.. وبذلك تخاطب معدن الشعب المصري الأصيل الذي يظهر ويتجلي في الأزمات طالما احترمته، وشرحت له أنها أزمة وان الغد مشرق وليست حالة الاحباط والتخوين التي تشهدها الساحة الاعلامية في هذا الوقت فتفرغنا جميعا لإلصاق العمالة والتخوين، واصبحنا لانفرق بين انتقاد سياسات وهدم سياسات وهدم الدولة.. حتي مجلس النواب اصابه الميكروب، ويأتي رئيس المجلس مهددا بإحالة اي نائب يهاجم سياسات الحكومة النقدية للجنة القيم.. وتتسرب معلومات عن رصده لعدد من المراكز البحثية تقوم بتدريب مجموعة من النواب لهدفين: الإضرار بالاقتصاد القومي من خلال ترويج انتقادات مغلوطة إلي السياسات العامة للدولة والنيل من مجلس النواب بشكل محدد ضمن مخطط لهدم مؤسسات الدولة.
إذن علي غرار اعلان تدريب مجموعة ٦ إبريل عسكريا في احدي الدول، يتم اعلان تدريب بعض النواب.. وأتساءل لماذا لا يتم إعلان اسماء النواب المتدربين واسماء المراكز المشبوهة حتي لايتم التشكيك في المجلس كله وتنهار الثقة فيه.. ولماذا نصنع هذه الحالةمن التخوين؟...
المفروض ان نتعلم من دروس الماضي حتي لانفقد الثقة في مجلس النواب المنتخب بعد ثورة ٣٠ يونيو.
لن تتقدم هذه الدولة الا بإعادة الثقة،لابد ان نثق في بعضنا البعض ولانذكي حالة التخوين وإلصاق العمالة بكل من ينتقد.. ولابد قبل أي شيء ان نلفظ الوجوه «الكالحة» التي تتطوع بالدفاع عن الدولة ومؤسساتها.. ولا تحترم عقل المواطن البسيط الذي حفظها وطالما كشف أنهم هم المتطوعون في البرامج الفضائية، ويشبهونهم بسائقي سيارات تحت الطلب «نقل الموتي».ياسادة مصر ليست ميتة.. مصر صبية، شابة تعشق الحياة ولاحياة بدونها.
لماذا لانصنع الأمل لنقضي علي حالة الاحباط.. فأبهرني تعيين وزيرة للسعادة في الامارات لا أعرف اختصاصاتها علي وجه دقيق، ولكننا نحتاج حكومة للسعادة تنشر البهجة بين المصريين الذين نسوا الضحكة من كثرة الهموم التي لاحديث للفضائيات سوي عنها ليل نهار.. صناعة الأمل مهمة لإعادة البناء التي تستغرق وقتا طويلا.