وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي يده علي الجرح الذي أصاب مجتمعنا في مقتل فتحولت مصرنا كما وصفها الرئيس إلي شبه دولة.
مظاهر عديدة تؤكد لنا ما وصف به الرئيس دولتنا وقبل أن نبحث عن الحلول تعالوا إلي بعض هذه المظاهر لعل في استعراضها ما نستشف بين طياته حلا لا يحتاج لأكثر من تفعيل القانون.
في يونيه القادم تبدأ معركة البحث عن مكان في مدرسة، ابتداء من تمهيدي ثم حضانة وصولا إلي الصف الأول الابتدائي، تبدأ رحلة العذاب باستخراج اكثر من شهادة ميلاد ليتمكن ولي الأمر من التقدم لأكثر من مدرسة يكتظ الناس في طوابير السجل المدني علي مستوي محافظات الجمهورية.. تضربهم الشمس اللافحة في رحلة قد تستغرق أياما من أجل شهادة ميلاد ولا أدري ما هي المعادلة الكيميائية أو الفيزيائية المطلوب حلها من أجل القضاء علي هذه الظاهرة.
اذا أوقعك قدرك في البحث عن سرير في العناية المركزة لحالة طارئة لأقرب الناس اليك فلاتجهد نفسك حتي في البحث عن واسطة في مستشفي حكومي، لا توجد أسرة شاغرة والحل في مستشفي خاص ان وجدت به مكانا، وان كان في جيبك ما يكفي لدفع ثلاثة آلاف جنيه كل يوم.
خلال رحلة العذاب في البحث عن سرير ان مرت علي الحالة المرضية المصاحبة للأسف ساعات دون الحصول علي مذيب الجلطة الدماغية فتوقع أن يخرج صاحبها بشلل نصفي ان لم تقض عليه الجلطة في سويعات معدودة، أما عن جلطة القلب فالأعمار بيد الله.
لاتنفعل واكظم غيظك وأنت تري أرقام سيارة طمس صاحبها واحدا منها أو الآخر الذي قام بصنع لوحة عمولة ودوّن عليها رمز الجهة السيادية التي يعمل بها أو ينتسب اليها وضع في اعتبارك اننا في شبه دولة طالما كان هناك من يستطيع أن يميز نفسه ويتعالي علي خلق الله مخرجا لسانه لكل الذين يسيرون حوله ولاحياة لمن تنادي من الذين يخول لهم القانون وقف هذه المهازل.
لا تبتئس وأنت تزرع في اطفال قيم الصدق والأمانة عندما يرفضون أن يغششوا غيرهم أو أن يغشونا في امتحانات نهاية العام ليتفوق عليهم الغشاش والذي لم يبذل جهدا في المذاكرة ولم يعلمه أهله الا الغش والخداع، دع ما زرعته فيهم لرب كريم سينصفهم يوما ما.
ولا تضرب كفا بكف أنت وابنك الذي أنفقت عليه الكثير من أجل رياضة أحبها وحصد فيها جوائز أولية حتي وصل إلي بطولات المدارس ليكتشف أن التحكيم منح خصمه فوزا غير مستحق من اجل درجات الحافز الرياضي التي اكد القضاء الاداري أحقية أصحابها في أن تضم للمجموع النهائي، وكما أن القضاء لا راد لحكمه فإن حكم اللعبة «الظالم» لا راد ايضا لحكمه.
لا تنظر إلي ما في يدي غيرك، نعم هو خريج نفس الكلية ومعك في سنة التخرج وربما كان تقديره اقل من التقدير الذي حصلت عليه ولكنه ذهب إلي مكان برعاية حكومتنا السنية وذهبت انت في إلي مكان آخر تظلله ايضا حكومتنا، وأحيانا في نفس المكان ولكنه في ادارة وانت ادارة أخري والنتيجة فروق تصل اضعافا مضاعفة بين ما تحصل عليه وما يجنيه هذا الزميل وعندما تتساءل يكون الرد: ده رزقك وده رزقي.
تقول: ونعم بالله.. بس كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ومحدش قال تضع يدك في جيبك وتخرج ما فيه لتعطيه لواحد من اولادك وتضع يدك في جيبك الاخر وتخرج كل ما فيه ايضا وتعطيه للابن الثاني وعندما تكتشف البون الشاسع بين ما أعطيته لهذا وما منحته لذاك هل تقول كل واحد خد رزقه؟!.
ونعم بالله ياسيدي.. ولكن ربنا قال ايضا «اعدلوا هو أقرب للتقوي».
لا تنظر متحسرا إلي ابنك خريج الجامعة مفتوحة كانت أم مقفولة وهو في عز عطائه وحيويته يلزم السرير نهارا وليلا هو علي القهوة حتي الساعات الاولي من الفجر، هو لايجد عملا بمؤهله الذي أجبره عليه نظام تعليم ينظر تحت قدميه، لم يؤهله لكي يصبح نافعا لنفسه ومجتمعه، لاتتحسر علي عمر ابنك الشاب الذي كاد أن «يسرسب» بين يديه ولاتنس انك تعيش في شبه دولة لا تقل لنفسك لقد أديت ما عليّ وأخرجت للوطن شابا متعلما بشهادة ليس لها سوق عمل وكان يجب علي الدولة أن توجهني أنا كوليّ أمر كي أوجه من أعول الوجهة الصحيحة، ماذنبي؟ وأقول لك لاذنبك ولاذنبه وانما ذنب ستين عاما من التخبط والعشوائية والاهتمام بالشكل والمظهر علي حساب الجوهر والمضمون.
من حي السيدة
تلقيت هذه الرسالة من أحد سكان شارع زين العابدين بالسيدة زينب يقول:
يوجد منزل أصبح مهجورا بعد اخلاء شققه والمحال وانهار جزء منه بالناحية البحرية.. وهذا المنزل مساحته كبيرة وواجهته تطل علي شارع زين العابدين المتفرع من ميدان السيدة زينب ويحتل ناصية شارع مقامي وحارة البهلوان.. وهو وقف خيري وقد أوصي الواقفون بتخصيص ١٠٪ من عائد ايجار هذا المنزل لصالح خادمتهم، والان ورثتها الاحفاد في نزاع قضائي تسبب في وقف حال المنزل.
فنرجو من وزيري الأوقاف والعدل التدخل حتي ينتفع بهذا المنزل في عمل الخير.