توقف الشاب الصغير في منتصف الشارع الذي يقع أمامه مسجد فاطمة الشربتلي غير عابئ بتعطيل حركة المرور.. لم يعر أحدا اهتماما ومضي في طريقه والجميع في ذهول من جرأته وسخافته وقلة ذوقه.. لم يرد علي أحد مما نادوا عليه.. السيارة كاملة التفييم.. لم استطع التقاط أرقامها الخلفية لأنها في الأصل بدون لوحات لكن عليها علامة لاحدي الهيئات القضائية.
هذا هو حال كثير من أبناء المحظوظين في هذا البلد.. لا ألوم الشاب الذي لا أعرفه لكنني ألوم الوالد الذي سمح له أن يتعامل مع المجتمع بهذه الطريقة وساعده في تحقيق غروره في سيارة كلها أسود في أسود إذا قتلت شخصا لا قدر الله لن يستطيع أحد أن يستدل عليها ويضيع حق أسرته في التعويض.
في مصر.. كثير من العجائب.. تقريبا نحن البلد العربي الوحيد الذي تستطيع أن تسير فيه بدون رخصة طالما تعرف مسئولا كبيرا أو حتي صغيرا.. المهم يعرف يخلصك.. وهكذا تدار أمور كثيرة بهذا المنطق.
هل هناك قانون في مصر يسمح بهذه المسخرة.. هل هناك قانون يسمح بهذه الاستثناءات.. لا أظن فهذا مناف للدستور والأخلاق العامة والأعراف وكل ما هو إنساني.
أشاهد كل يوم تقريبا سيارات تسير بدون لوحات وأخري لا تستطيع التحقق من سائقها بسبب الزجاج الفاميه الذي يخفي معالمها ولا أحد من رجال المرور يسأل أو حتي يفكر في الخطر الكامن وراء هذا الاستهتار بالقانون.. يا سادة نحن الان أمام خطر داهم اسمه الإرهاب الذي من خلاله يستطيع الإرهابيون أن يفعلوا أي شيء والسماح بوجود هذه الميزات لأبناء المحظوظين غير منطقي.
أنا كمن يكتب علي صفحة الماء أو كمن يحرث في البحر لكنني لن أمل من الكتابة حتي يأتي يوم نتخلص فيه من هذه الميزات المستفزة التي تكرس للطبقية وتضع حواجز بين فئات المجتمع.. وكأنه لم تقم في مصر ثورتان وكأننا نستعيد الماضي البعيد الذي كان يقسم المجتمع إلي عبيد وسادة.. وإذا كان الأمر كذلك ووزارة الداخلية التي تنفذ القانون تتجاهل هذا الشيء فمن الأولي أن تسمح بالفاميه وغيره للجميع فلا يستوقف رجل المرور مواطنا في كمين ويحاسبه بينما يترك غيره يمر بدون حساب لأنه من علية القوم.
يا سادة.. طبقوا القانون علي الجميع بدون تمييز لتغلقوا منابع الإرهاب في هذا البلد.عالجوا الإحباط لدي الناس وأنزعوا الحقد من القلوب وأعطوا المثل والقدوة.. فكلنا سواء أمام القانون.
أزمة من غير لازمة
الحمد لله.. أزمة نقابة الصحفيين مع الداخلية في طريقها للحل.. البوادر تنبئ بأن الأزمة سوف تنتهي وسوف نتعلم من جديد أن أي حريق يبدأ من مستصغر الشرر وأن أي أزمة من غير لازمة يجب أن تخبو سريعا.. وعلي الأسرة الصحفية أن تتعلم أن النقابة عليها واجبات تجاه المجتمع وأن الحكمة مطلوبة في التعامل مع أي حدث وأن العنجهية والكبر عادات مذمومة وأن النقابة ليس دورها حماية المطلوبين أمام القضاء.. نحن نرفض تماما المساس بالنقابة تحت أي مسمي وننأي بأنفسنا أن نكون في عكس اتجاه المجتمع ونسعي لحل يحترم الصحفيين الذين يقومون بدور كبير ومهم في البلد ونرفض بشدة أي تجاوز من « المواطنين الشرفاء» الذين لم يجدوا أبدا « صدرا حنونا» سوي الصحافة تعبر عن مشاكلهم وهمومهم وفي أول اختبار وقفوا ضدها بالباطل فلا تلومن الا أنفسكم.
قطع غيار سيارات خربانة
عندما تتعطل سياراتنا ونضطر للذهاب إلي الميكانيكي نكتشف أن قطع الغيار التي نشتريها لا تصلح للتركيب وأنها « خربانة» ونسأل.. هل هناك رقابة فعلية علي سوق قطع الغيار في مصر.. والإجابة طبعا..لأ.. فلا رقابة رغم وجود جهاز لحماية المستهلك ومباحث للتموين وأن هذه السوق تدار بواسطة أباطرة لا سلطان عليهم سوي ضميرهم إذا كان مستيقظا وهو في أغلب الأحيان لا يصحو أبدا.