علينا أن ننتبه.. حادث الطائرة المصرية الذي لا يزال لغزاً هناك من يحاول اللعب به للإضرار بمصر وشركتها الوطنية للطيران وسيناريوهات ما تم تسريبه إبان حادث طائرة البطوطي في أكتوبر ١٩٩٩ حتي قبل أن تبدأ التحقيقات بعد سقوطها أمام السواحل الأمريكية يحاولون مرة أخري تكرارها خاصة ما تردده بعض الشبكات الأمريكية الإعلامية إلصاقه بحادث طائرة الايرباص أمام سواحل الإسكندرية من أن الطيار انتحر تماماً كما انتحر البطوطي عندما قال توكلت علي الله في الوقت الذي لا يزال فيه الصندوقان الأسودان تحت الماء ولم يتم كشف ما بهما حتي نعرف الحقيقة الكاملة.
علينا أن ننتبه لسنا في موقف الضعيف ولسنا في موقف المدافع ولكننا الأقوي وكل الشواهد والدلائل تؤكد أن العيب الفني الذي يمكنه أن يسقط الطائرة غير متوافر بنسبة ١٠٠٪ وان ادعاء انتحار الطيار أكذوبة هدفها البعد بنا عن الحقيقة وإلهاؤنا في دوامة ننسي معها أن الطائرة تعرضت «لعنف» مباشر قضي عليها وعلي ركابها بفعل فاعل أثيم أتقن الجريمة والآن يحاول أن يخرج منها كالشعرة من العجين دون أن يمسه سوء وأن يلصق ما تم بالعنصر البشري متمثلاً في الطيار أو في اجراءات الصيانة بإدعاء أن الطائرة بها من العيوب وهو ما بدا ظاهراً في الأسئلة التي وجهت من بعض مراسلي وكالات أنباء عالمية خلال المؤتمر الصحفي للوزير شريف فتحي وزير الطيران المدني من أن الطائرة كان بها عطل منذ ٢٠١٣ وكانت إجابة الوزير واضحة حتي ولو بها عطل أكيد تم اصلاحه «دي طيارة مش عربية بتتزق» وكان ذلك مؤشراً أن هناك اتجاهات سوف تثار دفاعاً عن مطار شارل ديجول وعن الطائرة وصناعتها.
علينا أن ننتبه حتي لا نفاجأ أنهم أقاموا الدنيا علينا لتصبح أصابع الاتهام تشير إلينا بصراحة ودون خجل ليخرج لنا الجاني لسانه وهو يقول يا أغبياء لو عملتوا ايه إللي عايزينه هنعمله وإذا كان الحادث لن تتكشف أسراره إلا بعد التحليلات والتحقيقات وبعد فترة قطعاً لن تكون بالبسيطة فان تداعياته وآثاره التي قطعاً يحاولون الضغط علينا بها سوف تتمثل في اننا بلد غير آمن وان طائراتنا غير آمنة وغير مصانة علي غير الحقيقة تماماً كما فعلوا مع الطائرة الروسية التي سقطت في أكتوبر الماضي فوق سيناء مع أن واقع الحال أكد أن ذلك تم من خلال مؤامرة لا يستبعد فيها أن تكون العبوة الناسفة التي فجرتها كانت موضوعة مسبقاً قبل وصولها لشرم الشيخ.
وهنا فإنني أطالب ان نكون في موقف الفعل ولا نتحرك من موقف رد الفعل وأعتقد أن التحرك الذي قامت به وزارة الطيران في حادث الطائرة المخطوفة من برج العرب إلي قبرص كان جيداً للغاية وحتي الآن لابد أن ندرك أن الأمر قد يكون مختلفاً فالأمر في الاختطاف لم تكن فيه فرنسا ولا الإيرباص ولا التربص بمصر حتي وان كان موجوداً فإنه ليس بنفس الدرجة هذه المرة وهو ما شاهدناه من ذلك الفُجر من جانب الـ(CNN) من أن الطيار انتحر وكأنه لبانة يمضغونها كلما أرادوا الإساءة لمصر والتعرض لها.
قطعاً علينا أن نسارع باستخراج الصندوقين الأسودين لأن بهما كل الأسرار وعلينا أن نوقف ذلك السيل من التحليلات غير المدروسة التي يقدمها من يدعون الخبرة في عالم الطيران فلكل حادث تفاصيله وأسراره التي لا يبوح بها إلا ما يخلفه من ماديات علي أرض الواقع.
وحسناً فعل وزير الطيران عندما أصر علي الإعلان خلال مؤتمره الصحفي صباح الحادث من أننا في مرحلة القول بأن الطائرة مفقودة حتي نعثر عليها فاكتسب احترام الجميع بصدق بياناته التي صدرت عن الشركة الوطنية.