تحول معظم المصريين من مستخدمي الفيس بوك إلي خبراء في الطيران وراحوا يفتون ويدلون بآرائهم في أسباب سقوط طائرة مصر للطيران خلال عودتها من فرنسا إلي القاهرة..هذه الجرأة العجيبة علي الدخول في تفاصيل دقيقة لا يعرفها إلا المتخصصون والحديث فيها يضر أكثر مما ينفع.. فهناك من يروج للادعاءات الغربية بانتحار الطيار وهي نفس التهمة التي حاولوا إلصاقها بالبطوطي الطيار الذي سقطت طائرته بصاروخ فوق المحيط الأطلنطي وراحت فيها مجموعة من خيرة ضباط القوات المسلحة كانوا عائدين للوطن بعد تلقيهم تدريبات متقدمة في الولايات المتحدة والآن يحاولون إلصاق نفس التهمة بطيار مصر للطيران رغم أنه كان طبيعيا في حديثه مع برج المراقبة اليوناني قبل سقوط الطائرة في البحر المتوسط شمال الأسكندرية وهي كارثة قومية أدخلت الحزن لكل بيت مصري ترحم علي 66 راكبا منهم 30 راكبا مصريا و10 من طاقم الطائرة المصريين و15 فرنسيا والباقي من جنسيات أخري وثلاثة أطفال منهم اثنان رضع.. أليست حادثة توجع القلوب ؟ الأمر جد خطير ولا يحتمل الهزل ولا يمكن أن نقفز للنتائج قبل العثور علي الصندوقين الأسودين وتحليل ما فيهما وهو ما سيتم تنفيذه خلال أيام بوصول غواصة تصل إلي أعماق 3000 كيلو متر والغريب أن يروج البعض لفكرة ضرب الطائرة بصاروخ اسرائيلي وكأنهم عثروا علي دليل دامغ لهذه المعلومة المهمة.. ولم يقتصر الأمر علي رواد الفيس بوك ولكن وجدنا الحكومة الروسية تعلن أنه لو ثبت أن الحادث راجع لعمل إرهابي فسوف تعلق رحلاتها السياحية إلي مصر ! أما فرنسا فالمفروض أن تتم مراجعة الإجراءات الأمنية بمطار شارل ديجول الذي أقلعت منه الطائرة المصرية لأنه المسئول عن إجراءات التأمين للطائرات علي أرضه ولابد أن يكون هناك اختراق أمني في حالة زرع قنبلة علي الطائرة.. لماذا لا ننتظر انتهاء التحقيقات وإعلان الحقائق المؤكدة بدلا من الفتوي بغير علم؟ ولماذا لم يطلب الجانب المصري مراجعة التأمين في مطار شارل ديجول؟ مثلما طلب الروس مراجعة إجراءات التأمين في مطاراتنا بعد حادث انفجار الطائرة الروسية في شرم الشيخ منذ عدة أشهر.. يكفينا ما عانيناه من أخبار حزينة قادمة من سيناء باستشهاد عدد من الجنود والضباط أصبحنا نستيقظ عليها كل يوم أما آن الاوان لكي نستريح قليلا من الضغوط العصبية التي سببتها الأحداث المتواترة فلنترك المتخصصين يعملون في صمت حتي تعلن الحقيقة كاملة.