ما أصعب أن تمتد يد للبناء والتعمير وإنارة أرجاء الوطن.. يقابلها يد آثمة تحرق ويد خفية تتسلل إلي الطائرة المصرية لنعيش نكبة جديدة في مسلسل الطائرات

ما أشبه الليلة بالبارحة.. لقد أعاد سقوط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديجول في البحر المتوسط بعد عبور الأجواء اليونانية إلي الأذهان سقوط الطائرة المصرية القادمة من أمريكا قبل سنوات بعيدة، وإلي الآن ظل السبب مجهولا لايعرفه سوي من خطط وارتكب هذه الجريمة الشنعاء.
كانت حروب الأمس تعرف معني الشرف أما الحروب الخفية التي يرتكبها الحمقي الآن بسبب كراهية دولة ما تكون نتيجتها مصرع الأبرياء مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم سواء أكان ذلك بإسقاط طائرات مدنية أو سيارات مفخخة تأخذ الناس علي حين غرة فيصابون بموت الفجأة الذي نستعيذ بالله منه.
أسوأ شيء في الحياة أن تفقد الإحساس بالأمان سواء وأنت تسير علي الأرض أو تكون في الجو.
لقد ضاقت الإنسانية بأعداء الإنسان الذين ينصبون الفخاخ المدمرة.. الذين يزرعون الشر في أرض الأمان والسلام ولا يقفون عند هذا الحد بل امتدت أيديهم الملوثة بدماء المواطنين إلي الفضاء باستخدام القنابل. لإسقاط الطائرات وقد حدث ذلك عند سقوط الطائرة الروسية بمجرد إقلاعها من مطار شرم الشيخ.
سنجد نفس المزاعم الواهية التي ذكرتها التحقيقات الأمريكية بأن سقوط الطائرة المصرية كان محاولة انتحار من مساعد الطيار «البطوطي» رحمه الله ستعود إلي الظهور مرة أخري تدعي أن سبب سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس خطأ بشري!
الكل سيبرئ نفسه الدولة الفرنسية ستتمسك بأن إجراءات الأمان في مطاراتها تتم علي أكمل وجه والشركة المنتجة للطائرة ستخلي ساحتها بأن الناحية الفنية للطائرة تمام التمام وبالتالي سيقع الوزر علي طاقم الطائرة بأنه السبب في حدوث الكارثة دون انتظار لكشف ملابسات الحادث.
أري أن عصابة الشر في الداخل والخارج اجتمعت علي حرب قائمة علي عدة محطات زمنية تنفذ ضد مصر.
لو مددنا البصر فسنجد عند محطة الصداقة القوية بين مصر وروسيا وزيادة أعداد السائحين الروس إلي المنتجعات المصرية تم تفجير الطائرة التي تنقل السياح بمجرد إقلاعها وطيرانها فترة قصيرة من الزمن.
وحين برزت الإنجازات القوية التي تمت في الفترة الماضية من إنشاء وحدات الإسكان الاجتماعي بمئات الآلاف وإقبال منقطع النظير علي استمارات الوحدات بما يؤكد ثقة المواطن في القيادة وقدرتها علي تلبية كل الوعود في موعدها ليس فقط وحدات بل منظومة مرافق وخدمات ومستشفيات ومدارس.. إنها منظومة مدن وليس مرة والسلام، استئنفت حرب الحرائق ومع مشروع توليد الطاقة الكهربائية الضخم وافتتاح محطات الكهرباء في مدن مصر والصعيد بما يعادل طفرة كهربائية في زمن قياسي.. هذا الأمر الذي يجذب الاستثمارات بشكل أكبر وأوسع بما يساهم في زيادة النمو الاقتصادي والقضاء علي البطالة، ازدادت الحرب ضراوة.
هذه الإنجازات يتلقفها الأعداء بحزن شديد.. لهذا فهم يخططون مع أجهزة مخابرات كيف يزرعون الحزن في نفوسنا وإضعاف علاقاتنا مع الدول الصديقة وإراقة المزيد من الدماء، ليفقد الناس في الداخل والخارج الثقة في الدولة، وسيكون جوابنا «مهلا أيها الحزن» إننا عائدون بقوة، ما علينا سوي أن نحتسب ضحايانا شهداء عند الله ونرد كيد الأعداء في نحورهم ونذكر أن فتح مكة تم بعد مؤامرة الكفار بإشعال نيران الحرب علي قبيلة خزاعة التي كانت في حلف سيدنا محمد - ﷺ - في صلح الحديبية، فما كان من الرسول والمسلمين سوي الرد عليهم بفتح مكة واستسلام الكفار لهم.