لا أستبعد نظرية المؤامرة في تفسير أي حادث تتعرض له مصر، اقتناعًا مني، أن الكارهين لمصر القوية كثر، والمتآمرون أكثر. وباستعراض سريع لحادث طائرة مصر للطيران الأخير، وماقدمه خبراء حوادث الطائرات من تحليلات وتفسيرات، أجد نفسي ميالًا للاقتناع، أن يدًا شيطانية خبيثة، وراء الحادث. قد تكون دولة كارهة للشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، أو تنظيمًا يضرب مبادرتي مصر وفرنسا لحل القضية الفلسطينية. لا أستطييع أن أجزم بالطبع بإسقاط الطائرة بصاروخ مثلا، أو قنبلة موقوتة. لكن تصريحات رسمية فرنسية ومصرية أكدت أن كل الاحتمالات مفتوحة، ولم يتم استبعاد العمل الإرهابي. بل رجحت تصريحات أمريكية منها تصريح المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون تعرض الطائرة لعمل ارهابي.
أحمد الله علي كل شيء، فرغم صدمتنا لوقوع الحادث، إلا أن مصر نجحت بشكل واضح في ادارة الأزمة. تصريحات وزير الطيران وردوده علي أسئلة الصحفيين خاصة الأجانب منهم، اتسمت بالدقة، وان كان البعض أولها لغرض في نفسه. كما نجحت القوات البحرية خلال ساعات معدودة في انتشال متعلقات الركات وبعض الأشلاء وقطع الطائرة. ما أتمناه، أن تواصل القوات البحرية المصرية، دون سواها استكمال عمليات البحث عن الحطام والصندوق الأسود. ففي هذا الصندوق يقبع سر الحادث المريب. ولا أئتمن أي قوات سوي رجال البحرية المصرية علي هذا السر، الذي ربما يكشف ملامح وهوية المتآمرين علي مصر. سننتظر بغضب مكتوم العثور علي الصندوقين ونتائج تحليلهما. لكن مهما كانت النتائج، ومهما تنوعت المكائد، ستزيدنا التحديات قوة وصلابة، وستمضي مصر قدما، علي طريق التقدم والنمو رغم كيد الكائدين.