إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة:

فى محبة آل النقاش

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 09 سبتمبر 2021 - 11:03 م

 

فى الثالث من سبتمبر مرت عليّ ذكرى ميلاد أستاذ الأجيال رجاء النقاش الذى ولد فى مثل هذا اليوم عام 1934 وتوفى فى الثامن من فبراير عام 2008 . كثير جدا يمكن قوله عن رجاء النقاش كناقد ساهم كثيرا فى تطور الرؤى النقدية، وعن الذين قدمهم لنا فى مصر مثل محمود درويش وسميح القاسم و الطيب صالح، وبعد أن عرفناهم تغيرت الكتابة الأدبية واتسعت لمجالات أرحب من الانسانية . أو الذين كتب عنهم مقدمات لعمل لهم مثل أحمد عبد المعطى حجازى فى ديوانه الأول» مدينة بلا قلب» . لقد تولى رجاء النقاش مناصب عديدة فى الصحافة المصرية يطول الحديث عنها من أبرزها رئاسة تحرير مجلة الهلال ومجلة الكواكب ومجلة الدوحة فى بدايتها. الحديث عن رؤاه النقدية يمكن تلخيصه أنه كان الأكثر رحابة فى فهم النصوص الأدبية، يسعى للبحث عن خلفياتها الفلسفية قبل أى خلفيات اجتماعية وسياسية واضحة، ولقد فعل ذلك فيما كتبه عن نجيب محفوظ بشكل عظيم . أتذكر جلستنا معه نحن الكتاب الجدد فى دار الهلال مرة كل أسبوع وكم كان كريما معنا  ويقرأ لنا بعض أعمالنا قبل النشر، ثم تأخذ طريقها إلى مجلات عربية مثل الدوحة وقضايا عربية فضلا عن مجلة الهلال. أذكر ممن كانوا معنا محمد المنسى قنديل وعبد الرحمن ابوعوف وعبد الوهاب الأسوانى وكيف كان يتحمل رأى عبد الرحمن ابوعوف الماركسى النزعة الذى كانت أحكامه على من يختلف معه قاطعة، بينما الاستاذ رجاء النقاش يشرح له بهدوء ما لم يصل إليه من أفكار الكاتب، فالرؤية من منظور محدد سلفا لا تصلح فى فهم الفنون. انتهت الجلسة الحميمة بعد سفره إلى قطر للعمل فى مجلة الدوحة وحين عاد كنا اصبحنا كتابا معروفين وانتهت تقريبا الجلسة وإن لم تنته اللقاءات. كنت فى تلك الفترة قد تعرفت على الأستاذة فريدة النقاش وكان لنا نشاط ثقافى كبير فى الثمانينيات فى حزب التجمع ولم تنته علاقتى ابدا بآل النقاش الذين كنت عرفت منهم قبل أن التقى بأى منهم وحيد النقاش بكتاباته وترجماته حتى خطفه الموت مبكرا فى شبابه عام 1971. لقد جئت لأعيش فى القاهرة فى بداية السبعينيات وخلفى محبة كبيرة لآل النقاش مما قرأت لوحيد أو رجاء أو فريدة، وكانت مقابلتى مع رجاء النقاش وفريدة النقاش وزوجها الكاتب حسين عبد الرازق مثل كهف سحرى على الحركة من أجل حياة أفضل وعلى الفكر فى تجلياته الانسانية . التقيت قليلا مع فكرى النقاش لكن معرفتى بفريدة قربتنى من أمينة النقاش ومن ثم زوجها صلاح عيسى الذى كان لنا بابا للتاريخ العظيم لمصر والمصريين. هكذا وجدت نفسى فى محفل انسانى عظيم من ناحية الفكر، وفى محفل يملؤه الأمل فى حياة سياسية أجمل بما يفعله صلاح عيسى وفريدة النقاش وحسين عبد الرازق الذين عرفتهم السجون فى ذلك الوقت. احتاج مئات الصفحات لأحكى كيف كان لقائى برجاء النقاش يضعنى فى قلب الأدب الحقيقى وكيف كانت لقاءاتى بفريدة النقاش تضعنى فى قلب الأمل فى الحراك السياسي. طال الوقت وكبرنا وفقدنا رجاء النقاش وصلاح عيسى وفقدنا كاتبا مسرحيا رائعا هو فكرى النقاش صاحب الاعمال الرائعة مثل «سيف ووسادة» و»مهزلة مملوكية» و»المتنبى فى الطريق إلى بغداد» وغيرها. لن استطيع ان اكتب لكم كل أعمال رجاء النقاش أو فريدة التقاش فهى لديكم فى جوجل لكن أحببت أن أعبر عن محبتى لآل النقاش التى تمشى معى فى الحياة، وحتى الآن هى من أهم ما يدفعنى للكتابة والاستمرار.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة