منذ ما يقرب من شهرين، قال لي شخصية مهمة وعقب أحداث ريجيني، إن الدور القادم علي فرنسا، ولما استشعر اندهاشي، قال لقد بدأوا بروسيا ثم إيطاليا وباقي لهم فرنسا، والدور القادم ستكون هي الدولة المستهدفة، والهدف الذي يبتغون الوصول إليه هو توتير العلاقات المصرية مع الدول الأكثر تأييدا وتعاونا معها، تذكرت هذا التفسير في أعقاب الأنباء الأولي لحادث الطائرة المصرية التي تعرضت لحادث مفاجئ وغير متوقع، ولفت نظري عدد من الأمور :
أولا : الطائرة المصرية من حيث الصيانة والكفاءة سليمة تماما ولا يوجد بها أي عيوب أو أعطال ومن ثم تعرضها لعطل مفاجئ أمر وارد ولكن في الحدود الآمنة والتي من المستحيل أن يؤدي إلي مثل هذا الحادث.
ثانيا : قائد الطائرة من أمهر الطيارين في شركة مصر للطيران ويشهد له الجميع بالكفاءة وحسن الأداء علي المستويين الإنساني والمهني وبالتالي وقوعه في خطأ فني أثناء القيادة أمر وارد ولكن هناك فريقا يساعده مستحيل أن يكونوا جميعا قد أخطأوا في وقت واحد.
ثالثا : الطائرة كانت طبيعية، ولا يوجد ما يؤثر في طيرانها ولا كان القائد اذا ما استشعر أي شيء أن يطلب الهبوط الاضطراري في اليونان التي كانت الدولة الأقرب له في لحظة السقوط، وهو ما لم يحدث وأيضاً لم يرسل أي رسالة استغاثة تفيد تعرضه لمشكلة تؤثر بشكل خطير علي أمن وسلامة الطائرة.
رابعا : لو هنا فرضية امتلاء الطائرة بالدخان وهو ما عاق قيادة الطائرة علي النحو السليم، هو أمر غير سليم لأن هذه الحالة هي إحدي الحالات التي يتم اختبار وتدريب قائدي الطائرة عليها إذا ما حدثت له وهو في الجو وما عليه أن يفعله للخروج بسلام من هذه الأزمة في حالة التعرض لها وكيف يقوم بارتداء النظارة الخاصة التي تتيح له الرؤية اثناء انتشار الدخان داخل الطائرة.
خامسا : سقوط طائرة من ارتفاع عالٍ مثلما حدث مع طائرة مصر للطيران، وفي مكان السقوط، يصبح الوصول لحقيقة السقوط وأسبابه من الصعوبة للدرجة التي لا يتصورها أحد، خاصة أن حطام الطائرة سوف يتناثر علي مساحة كبيرة جدا ولا يمكن العثور عليه بسهولة أو بسرعة كما يتخيل البعض.
سادسا : تأتي هذه الحادثة قبل أيام من احتفال مصر بتسلم حاملة الطائرات الميسترال الفرنسية وهي تمثل تتويجا للعلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا، وكان هناك من يريد تدمير هذه العلاقة أو علي أقل تقدير إبطاء التعاون المصري الفرنسي في كافة المستويات وآخرها ترحيب فرنسا بمبادرة الرئيس السيسي بالسلام بين إسرائيل وفلسطين.
سابعا : حالة التشفي التي ظهرت في بعض الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت بداخلي تساؤلا هل وصل الأمر بِنَا كمصريين حتي ولو كانوا من كارهي ٣٠ يونيو والرئيس عبد الفتاح السيسي أن يشمتوا في بلدهم بهذه الصورة ؟
وأخيرا إن هذا الحادث المفجع سيكون مثله مثل ١٨٢ حادث طيران علي مستوي العالم، ولم يتم اكتشاف أسبابهم ولذلك من حقنا أن نتكهن ونحلل طالما أن الحقيقة ستظل غائبة بل مستحيل الوصول إليها.