صورة موضوعية
صورة موضوعية


بسبب العلم المصري.. قصة استشهاد حسن كامل بالبحر الأحمر

إبراهيم الشاذلي

الجمعة، 10 سبتمبر 2021 - 10:20 ص

الكثير من أهالي محافظة البحر الأحمر، لا يعلمون أن اليوم هو ذكرى استشهاد أحد أبرز المحافظين اللذين مروا على تاريخ البحر الأحمر، وهو اللواء حسن كامل والذى توجد مدرستين باسمة في مدينة الغردقة، وكذلك بمدينة الشلاتين، ولا يعرف أغلبهم تفاصيل استشهاده والتى كانت على أرض محافظة البحر الأحمر.

 

يقول محمد رفيع أحد مؤرخي البحر الأحمر، إنه في حياة الشعوب رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ظلوا أوفياء لأوطانهم لا يبخلون البذل في سبيله والعطاء، إلى أخر رمق من حياتهم، يضحّون بالغالى والنفيس حتى بأرواحهم الطاهرة، من أجل رفعة هذا البلد، من هؤلاء الشهيد الفريق، حسن كامل محمد، الذي أدى دوره بكفاءة حتى استشهد وهو يذود عن حياض هذا الوطن، وأن اللواء حسن كامل ولد فى إحدى قرى مركز ههيا بمديرية الشرقية سنة 1908م، وتعلم فى مدارسها الإبتدائية وكان مغرماً بالقراءة في سير الأبطال عبر العصور، في مكتبة والده العامرة بصنوف الكتب فازدادت قريحته علماً، ووعى سلوك الأبطال من الشرق والغرب حيث كان النضال على أشده ضد الإنجليز بقيادة الزعيم مصطفى كامل، الذي كان قدوة المصريين جميعًا في شتى مذاهبهم وألوانهم السياسية، فتمنى أن يكون مثلهم يوماً، يشارك مثلهم أدوارهم في النهوض ببلادهم، فأتيحت له الفرصة، فبعد أن أنهى المرحلة الثانوية إلتحق بمدرسة البوليس، وتخرج منها عام 1933م.

 

وتابع رفيع  بعد التخرج خدم في أماكن كثيرة في ربوع مصر، يتنقل بين النقط والمراكز والمديريات، وكان له دورأً بارزاً في حماية حى مصر الجديدة من حريق القاهرة في 26 يناير 1952م، حيث كان يعمل ماموراً لقسم مصر الجديدة في هذه الفترة، وقد لعب البوليس المصري دورًا نضاليًا في هذه الفترة  ضد الإنجليز، ظهر هذا  جلياً في منطقة القنال وبالتحديد في الإسماعيلية، وظل جنود بلوك النظام يدافعون ببسالة وجلد عن مبنى المحافظة بطريقة أدهشت العالم أجمع يومها.

 

 وكشف رفيع  تدرج اللواء حسن كامل فى وظائف البوليس حتى أصبح مديراً لأمن المنيا، فالمنوفية، فمديرا لمصلحة السجون، فمديرا لأمن القاهرة خلفاً للواء يوسف حافظ، " الذى اختير محافظًا للمنوفية في يناير 1965م، وفي أثناء توليه مدير أمن القاهرة توفي الملك فاروق عام 1965م، وتم نقله إلى مصر في سرية تامة ودفنه في مسجد الرفاعى بالقلعة في هدوء ودون أية مراسم كان خلالها اللواء حسن كامل يسهر الليل ويعمل بالنهار من أجل تأمين الموقف، وقد رضت القيادة السياسة عنه في ذلك الوقت فتقرر مدّ خدمته على سن الستين،  ثم اختير مديراً لإدارة الدفاع المدني ومُنح درجة وكيل وزارة الداخلية.

 

وأضاف محمد رفيع في مايو 1968م كان اللواء حسن كامل محمد واحداً من الذين وقع عليهم الإختيار كمحافظين، وقد عين محافظًا للبحر الأحمر في وقت حرج، كانت البلاد تعاني من احتلال صهيوني للأراضي العربية، فعمل ليل نهار لا يكل جهداً في ذرع المحافظة من شمالها لجنوبها، يلتقي بأهلها ويعقد معهم اللقاءات، يتعرف إلى مشاكلهم، ولا يألوا جهداً في تذليل العقبات، وكذلك يعاون القوات المسلحة والدفاع الشعبي في حماية محافظة البحر الأحمر من التعرض لأية هجمات، وكان باستمرار يستطلع هذه القوات من الشمال وحتى الجنوب.

 

وأشار محمد عبده حمدان من مؤرخي البحر الأحمر، إلى أنه في التاسع من سبتمبر 1969م، حدث إبرار بقوات اسرائيلية محدودة في الزعفرانة، وأغارت على كتيبة الدفاع الجوي بالمنطقة وقتلت أفرادها وسرقت الرادار الموجود بالكتيبة ، وكانت اسرائيل تريد من وراء هذه العملية الحمقاء لفت أنظار العالم، بعد أن منيت بخسائر فادحة في حرب الإستنزاف التى كانت تدور رحاها في جبهة قناة السويس، لقد شكلت حرب الإستنزاف ذعراً هائلاً لإسرائيل بعد أن كانت تقوم بعمليات خاطفة تحسم بها كل حروبها، وأرادت أن تخفف الضغط عليها بفتح جبهات أخرى فى منطقة هشة الدفاعات كمنطقة البحر الأحمر، لأن المجهود الرئيسى للقوات المسلحة في جبهة قناة السويس، ومن سوء الطالع كان يمر في هذه المنطقة اللواء حسن كامل في طريقه إلى القاهرة، وفي السيارة الحكومية التىي ترفع علم الجمهورية "سيارة المحافظ"، وبسبب رفع المحافظ للعلم فقد تعرفت عليه القوات الإسرائيلية وحاول المحافظ والسائق الإختباء وراء شجرة أو صخرة ولكن قوات العدو لاحقته وقتلته.

 

 وتابع حمدان شيعت جنازة اللواء حسن كامل محمد فى القاهرة بحضور وزيرى الداخلية والإدارة المحلية، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بههيا بالشرقية، ويعتبر من المحافظين القلائل الذين توفوا وهم يشغلون مناصبهم، مثل: عبدالعزيز علي، وعمر سعفان ، ومحي الدين أبو العز، ومحمد فوزى معاذ،  وقدري عثمان، ومحمد سميح السعيد.

أضاف حمدان لم تنس الدولة حسن كامل فقد كرمّه الرئيس جمال عبدالناصر  واعتبره من الشهداء العظماء، وتم ترقيته إلى رتبة الفريق، وإطلاق اسمه على مدرستين بالغردقة، وقرر محافظ الشرقية الدكتور فؤاد محى الدين  إطلاق اسمه على شارع  في ههيا،  كما قرّر وزير الإدارة المحلية محمد حمدي عاشور إطلاق اسمه على ميدان سفير بمصر الجديدة، وقررت وزارة الداخلية إطلاق اسمه على معهد تدريب الشرطة.

اقرأ أيضا:  نجاح جراحة بالغة التعقيد بالقصبة الهوائية لمريضة بالإسماعيلية 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة