احتلت مصر المركز الاول علي مستوي العالم في عدد حالات الطلاق، بمعدل حالة كل 6 دقائق، والمركز الاول ايضا في التحرش الجنسي، لدرجة أن بعض دول الغرب تحذر نساءها المسافرات إلي مصر،من التحرش ونظرات الرجال غير المرغوبة، ونفس المركز في حوادث الطرق بمتوسط 14 ألف ضحية سنويا، وكذا فيروس سي والفشل الكلوي، والمركز الثالث في مشاهدة الافلام الاباحية والتاسع في جرائم القتل. يقابل ذلك المركز 139 أي قبل الاخير في جودة التعليم، و120 في مؤشر السعادة، بعد دول تعاني أوضاعا مأساوية مثل سوريا وفلسطين. ألا يدعونا كل ذلك إلي الفزع والدهشة في آن واحد.
كيف ينتشر هذا الخليط من التردي الأخلاقي، في مجتمع يزعم أنه متدين وتمتلئ مساجده وكنائسه بالمصلين ؟!.
قد يعلق البعض كل ذلك علي شماعة الفقر، خاصة ان لدينا 6 ملايين رجل عازب فوق الاربعين، و3 ملايين فتاة بلازواج فوق سن الثلاثين. الجواب بتساؤل ايضا : متي كنا دولة ثرية، خاصة بالنسبة للأجيال الحالية التي ولدت بعد ثورة يوليو 1952 او قبل ذلك بقليل وحتي الآن. هل هناك ارتباط بين التأخر في مؤشر التعليم وماعداه من مؤشرات مخجلة ؟ ربما، لكن تظل الحقيقة المرة، مصر الحلوة، لم تعد كما كانت. هناك مايمكن تسميته «خصام مع النفس والآخر» و«ازدواج في الشخصية» بين عدد كبير من المصريين، ولدت سلوكيات منحرفة، تم ترجمتها في عالم القرية الواحدة وثورة الاتصالات إلي مؤشرات فاضحة، مما يلزم كل خبراء علم النفس والاجتماع بالتفرغ لدراستها بشكل جاد، وتشخيصها، حتي يمكن علاجها.