الجمعة، 10 سبتمبر 2021 - 05:42 م

مع الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر اليوم، وتتزامن مع انسحاب امريكا المخزى من أبرز اماكن تمركزها فى المنطقة، وجب على أمريكا ان تخرج على العالم معلنة فشل «حربها الدولية» على الإرهاب الذى اتخذت من تلك الهجمات ذريعة لشنها، بل والاعتذار للشعب الامريكى وللعالم عن المآسى التى تسببت بها تلك الحرب غير الطائلة. فبذريعة دحر «القاعدة» والقضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن للشعب الامريكى وللعالم، خاضت امريكا عقدين من الحروب فى منطقتنا كلفت دافع الضرائب الامريكى 21 تريليون دولار من ميزانية دولته وتسببت فى تشريد أكثر من 38 مليون لاجىء حول العالم، وقتل حوالى مليون شخص. 
بحساب المكسب والخسارة عدد الأرواح التى أزهقتها تلك الحروب أضعاف الأرواح التى يمكن ان تدّعى واشنطن ان حروبها حالت دون موتها فى هجمات ارهابية. و بحساب المكسب والخسارة، فإنه بدلا من مواجهة تنظيم واحد هو «القاعدة» أفرز لنا الغزو الأمريكى أيضاً داعش وأخواتها الذين تمددوا ووصلت ذئابهم المنفردة لقلب امريكا واوروبا.حتى معدلات الهجمات الإرهابية زادت بشكل كبير واتسع نطاقها بعد ان وفرت الحروب الامريكية غطاءً شرعياً للعديد من الهجمات التى جاءت انتقاماً للوجود الأمريكى فى العراق وسوريا.. فوق كل ذلك أخفقت امريكا حتى فى تحقيق الأمن لمواطنيها بعد ان اظهر استطلاع للرأى ان 71% من الأمريكيين لازالوا يرجحون تعرضهم لهجوم إرهابى.  
رغم كل تلك الاخفاقات امريكا حتى اليوم تبحث عن حقوق وتعويضات لـ3000 شخص قتلوا فى حادث ارهابى فى 2001 لازال الغموض يحيط به.. فمن يعوضنا نحن عما ارتكب فى حق الملاييين من مواطنينا الذين قتلوا وشردوا على مسمع ومرأى من كل العالم.