هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

حتى تختفى العشوائيات!

أخبار اليوم

الجمعة، 10 سبتمبر 2021 - 07:01 م

ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة، يبقى الرهان الأصعب أن يترسخ فى أذهان المصريين أن سرطان العشوائيات الذى أنفقنا ما يزيد على ٤٢٥ مليار جنيه للتخلص منه يجب ألا يمس جسد الجمهورية الجديدة مرة أخرى.
زاد يقينى بأن الدولة من جانبها عازمة وجادة فعلاً على التخلص من عار العشوائيات من خلال سعيها لتحقيق معادلة بناء البشر والحجر معاً.. فقد سعدت جداً عندما وجدت الرئيس السيسى يطالب الحكومة بجهود منسقة من جانب وزاراتها فى المناطق المطورة لتغيير الشخصيات وتنميتها.
ليس كافيا أن ننقل المواطنين بـ«الأجساد» من السكن فى المناطق العشوائية والخطرة لمناطق حضارية آمنة، علينا أيضا ان ننقل عقولهم وننهض بثقافتهم ونغير سلوكياتهم.
هذا التغيير المهم والذى تحرص على تحقيقه الدولة لن يحدث الا اذا تحولت هذه المناطق المطورة إلى مجتمعات شاملة توفر لساكنيها لقمة العيش وجرعات الثقافة والرياضة والتدين الصحيح.
يحدث هذا اذا استهدفت وزارة التضامن هذه المناطق بمئات المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التى توفر اللقمة الحلال والوظيفة الملائمة التى تدر عليهم دخلا ثباتا وتصل بهم إلى فضيلة الشبع.
نضمن أن العشوائيات اختفت إذا أقامت وزارة الشباب دوريات تنافسية بجوائز قيمة يتحملها رجال الأعمال فى مختلف الرياضات بين شباب هذه المناطق يكشفون فيها عن مواهبهم وينفسون عن طاقاتهم وقد يصبح البعض منهم قيمة مضافة للرياضة المصرية.
العشوائيات لن تقربنا اذا بادرت وزارة الثقافة بتوجيهه أنشطتها نحو هذه المناطق وأقامت أكشاكا للكتاب دائمة وورشاً تراثية وحرفية وقدمت عروضاً مسرحية وسنيمائية تربى وتهذب الوجدان التى تربت لسنوات على سلوكيات خاطئة وتزرع فيها فضائل الانتماء والخير.
نطمئن ونستريح أن العشوائيات ذهبت إلى غير رجعة إذا غز أئمة الأزهر والأوقاف هذه المناطق ليقتلعوا من عقول أبنائها التطرف والغلو الذى زرعته جماعات الشر عمداً مستغلة حاجاتهم وفقرهم.
إذا لم تكتمل ثنائية بناء البشر والحجر معاً فإن هذا الشبح المخيف سيظل يطادرنا ونكون بعد كل ما فعلناه، أننا نقلنا العشوائيات من السكن فى مناطق خطرة لتعيش بكل أزماتها وسلوكياتها البغيضة فى كمبوندات شيك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة