كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

11 سبتمبر .. اقتلوا بعضكم!

كرم جبر

الجمعة، 10 سبتمبر 2021 - 07:14 م

 

11 سبتمبر 2001 كان يوم ثلاثاء، وكنت يومها أشغل وظيفة نائب رئيس تحرير روزاليوسف ونستعد لإصدار العدد الجديد.. وفجأة انقلبت الدنيا ولم تقعد.
لم يكن يوماً أسود على أمريكا فقط، بل على العرب والمسلمين، وقبلها كان بوش الابن - الذى تولى الحكم فى يناير من نفس العام - مشدودا لإحياء برنامج "حرب النجوم" أو "القوة تستيقظ"، الذى أنشأه الرئيس ريجان سنة 1983، لمواجهة الخطر السوفيتى، وخصص له 26 مليار دولار، وتوقف البرنامج بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.
كان العدو لأمريكا وحاكم البيت الأبيض الجديد هو الصين، ولم يتضمن برنامجه الانتخابى سطراً واحداً، عن الشرق الأوسط أو القضية الفلسطينية، وفتح ملفات "أشعة الموت القاتل"، لاستحداث نظم فضائية لحماية أمريكا من الصواريخ الباليستية النووية الصينية، ومواجهة الخطر المحتمل من جنوب شرق آسيا.. ولكن 11 سبتمبر أكدت أن الخطر يأتى من "الكهوف" وليس "النجوم".
وقررت أمريكا أن تستبدل "حرب النجوم" ببرنامج "الفناء الذاتى" للعرب والمسلمين، وتم استدعاء مخزون الكراهية والتفتيش فى النوايا، واجتر "بوش الابن" آلام دولته الأعظم التى كادت تسقط، وهو يصرخ غاضباً: "لم أكن أتخيل أبداً أن يستخدموا طائرة كصاروخ"، واستعاد عداء الرؤساء السابقين، ابتداء من جورج واشنطن أول رئيس، الذى كان كارهاً للإسلام والمسلمين، وله عبارة شهيرة كاذبة "ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض بسبب أفكارهم المتطرفة، ويجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض".
وكانت دول الشر التى استهدفتها أمريكا ثلاثة، أفغانستان وإيران والعراق، وبدأ الغزو لأفغانستان، أما إيران فقد أفلتت لأسباب غير معلومة.
أما العراق فقد زعمت تقارير أمريكية كاذبة أن صدام حسين كان وراء الكارثة، وأنه التقى بمحمد عطا الذى قاد عمليات التفجير، وخططا معاً لضرب برجى التجارة، وثبت بعد ذلك أن العميل الأمريكى المسمى الجبلي، هو الذى قدم هذه المعلومات الكاذبة.
وساعدهم صدام بنفسه، عندما ضخم أكاذيب امتلاكه للنووى والكيماوي، وكان يحرك سيارات ضخمة كلما جاءت لجان التفتيش إلى العراق، ليوحى لهم أنه يمتلك ترسانة كبيرة، يحاول تهريبها فيخافوا منه.
وربط صدام نفسه بـ 11 سبتمبر، للإيحاء بالقوة والتمكن، غير أنه وضع رأسه بين أنياب الأسد الجريح، وأخرجت أمريكا من أدراجها الخطط المعدة سلفاً لتدمير الأشرار، ولم يدفع صدام وحده الثمن، بل تدفعه دول وشعوب كثيرة.
وكان بوش الابن أشد تطرفاً من مهاويس الانتقام لحادث برجى التجارة، وأصبحوا ينظرون لجيرانهم المسلمين المقيمين فى امريكا كغرباء من خارج حدود الحياة والتاريخ الأمريكى، ونشطت مؤلفات العداء التاريخية، مثل كتاب دينيس سبيليرج "الإسلام والآباء المؤسسين لأمريكا" الذى يرجع كراهية الغرب للمسلمين لثلاثة أسباب: وحشية غزو الأندلس، والحروب الصليبية، وميراث الإمبراطورية العثمانية البغيض ضد شعوب الغرب، وقرر أن يدفع العرب والمسلمون وحدهم فاتورة 11 سبتمبر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة