مجرد أن قرأت العدد رقم 20 ألفا من صحيفة الأخبار بالأمس والذي احتفلنا من خلاله بعيد ميلادها.. عادت لي ذكريات 26 عاما مضت نصيبي منها 9125 عددا.. قضيتها بين أروقة صحيفتي العزيزة التي عشقتها حتي قبل أن ألتحق بها وزاد انبهاري وحبي لها بعد أن التقيت بالعملاق أستاذي وأستاذ الصحافة العربية الأستاذ مصطفي أمين الذي تعلمت علي يديه معني أن أكون إنسانة قبل أن أكون صحفية.. وكيف أشعر بالبسطاء وأبحث عن المهمشين وأقف بجوارهم لأقدم لهم بعضا من حقهم.. وكيف أكون سعيدة لأنني أسعدتهم.. كنا نجتمع معه أسبوعيا تحديدا كل يوم جمعة بمكتبه.. أنا وزملائي المتدربون في قسم «لست وحدك» غادة زين العابدين وكريمة مدبولي وشريف خفاجي وطاهر قابيل وعصام السباعي وعلاء عبد الهادي وانجي محمد طالبة كلية الطب الحائرة بين الطب والصحافة، فكل ما يهمها مساعدة البشر وتخفيف آلامهم لكنها بعد التخرج تركتنا لتواصل العطاء في مجال الطب.. نقرأ خطابات القراء.. ونختار الرسائل التي سنحقق لها حلمها وتكون أقصي سعادتنا عندما نزور أصحاب الرسائل في منازلهم ونري فرحتهم بنا والتفافهم حولنا ودعوتهم لصاحب الدار وصاحب القلب الذي يسع ملايين البشر الأستاذ مصطفي أمين.. كنت دائما أتأمل كلماته التي قالها لي منذ أول يوم التقيت به وأعطاني إحدي الرسائل لأقرأها فتأثرت بها قال لي لا تأخذي بالظواهر وكان درسي الصحفي الأول فتعلمت كيف أحقق وأدقق وأحصل علي المعلومة الصحيحة غير المزيفة.. لقد كانت الأخبار أول من أدخل العمل الإنساني إلي الصحافة منذ إنشائها كانت صحيفة الشعب بدأت مهمتها الإنسانية بكلمات بسيطة في عمود فكرة لعلي أمين «في قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده في حياته وهو يهرب منها، إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها، فما أمنيتك المكبوتة؟ اكتب لي ما أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك، سأحاول أن أدلك علي أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب مني تذكرة ذهاب وإياب إلي القمر» وتلقيا مئات الخطابات.. ولم يتركا خطابا إلا وتمت تلبيته وكتبا عن صاحبه وتوالت الأفكار يوم المستشفيات وأسبوع الشفاء لعلاج المرضي ومساعدات الطلاب وباب نفسي لتحقيق أمنيات الأطفال وأحلامهم.. وكبرت المشروعات وأصبحت مؤسسة عملاقة هي مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية.. وأصبحت أهم عمل يقومان به بل كل حياتهما.. وكانت دعوات الفقراء والمحتاجين هي طوق النجاة من كل أزمة يمران بها ورحلا عن دنيانا ليتركا إرثا ضخما لا ينضب ومشروعات إنسانية فخورة بأنني واحدة من العاملين بها.. عزيزتي «الأخبار» كل سنة وانتي طيبة وعقبال العدد المليون.