من محافظة لأخري تنقلت الحرائق طوال الأيام الماضية.. صحيح أنها الحمد الله لم تسبب أضرارا مدمرة.. لكنها أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب والتوقيت والأمن الصناعي وكيفية تجنبها مستقبلا.
لا يوجد وجه للمقارنة بين الحرائق الحالية وحريق القاهرة الشهير في التاريخ المصري الحديث.. والذي تؤكد الوثائق انه تم تنفيذه عمدا علي أيدي متخصصين ومازال لغزا لم يتم الكشف من قام به بوجه يقيني.
الآن نحن أمام سلسلة من الحرائق الصغيرة.. لم يثر الذعر منها إلا حريق الرويعي والغورية.. والذي كانت آثاره الاقتصادية مدمرة علي الأهالي والتجار.. وفداحة الخسارة تنفي أن يكون التجار هم السبب في موسم محاولة التهرب من الضرائب.. فلا يوجد من يحرق منزله بأكمله ليتهرب من المحاسبة علي قطعة أثاث.
تصريحات الحماية المدنية تؤكد أن الحرائق مازالت في المعدلات الآمنة.. والحر الشديد الذي ضرب مصر في الأيام الأخيرة ساهم قطعا في بعض الحرائق.. لكننا مازلنا ننتظر نتائج التحقيقات ومعرفة الأسباب.. والأهم مواطن القصور وكيف يمكن معالجتها حتي لا يضربنا أي حريق جديد لنفس الأسباب القديمة.
والمهم أن نضع أيدينا علي الفاعل إن كان موجودا، خاصة بعد تقارير تتهم جماعة الإخوان الإرهابية بالمسئولية عن الحرائق، وبعد شائعات تتردد مع عدم الاعلان عن نتائج التحقيقات.
في كل الحوادث المحزنة كان الماس الكهربائي هو المتهم الأول، وفي مسألة تتعلق بالأمن الصناعي في أماكن العمل، وبالتراخيص التي يتم منحها للمحلات والمصانع.. والمؤكد الآن انها جميعا تحتاج لمراجعة لتتأكد من توافر الشروط المطلوبة، فالمبادرة بالفعل يمكن أن تحمينا من كثير من النتائج المحزنة التي نخسر فيها ثروات مواطنين، فهم وما يملكون جزء من ثروة هذا الوطن.
< < محكمة:
استقبلنا شهر شعبان والدنيا تحيط بنا وتلهونا عما هو قادم.. فخلال أيام قليلة نستقبل شهر رمضان.. شهر البركة والعفو والمغفرة والرحمة.. شهر التسامح والصفح.. فاللهم بلغنا رمضان وأعنا علي صيامه وقيامه ولا تتركنا لأنفسنا ولا للدنيا.
آمين يا رب العالمين