وائل جسار
وائل جسار: مصر حالة خاصة جدًا
السبت، 11 سبتمبر 2021 - 02:41 م
عمـر السيد
حالة من النشاط الفني يعيشها المطرب اللبناني وائل جسار بعد طرحه لأغنيته الجديدة “ولا في الأحلام”، والتي من المقرر أن يتبعها بتجربة أكثر اختلافا مع أغنية “عيان”، قال أنها ستكون مفاجأة لجمهوره، ذلك بالإضافة إلى نشاطه على مستوى الحفلات الغنائية الذي افتتحه هذا الصيف من مصر بحفلين، ألتقى خلالهما بجمهوره المصري بعد غياب نتيجة لفترة التوقف التي فرضتها إجراءات مواجهة فيروس “كورونا”، والتي لم يخفى قلقه من تكرارها، خاصة مع بداية الحديث عن الإستعداد لاستقبال موجة جديدة من الفيروس وتأثيرها على توقف النشاط الفني من جديد.. خلال السطور التالية يحدثنا جسار عن مشروعاته الفنية المقبلة، ورؤيته لما طرأ على الساحة الغنائية من متغيرات.. وأمور أخرى كثيرة يكشفها في السطور التالية.
< طرحت مؤخرا أحدث أعمالك الغنائية مع أغنية “ولا في الأحلام” التي خضت خلالها تجربة جديدة مع اللون الرومانسي المفضل لدى جمهورك.. كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك عن الأغنية؟ وكيف كانت استعدادات وكواليس التحضير لها؟
< الحمد لله حققت الأغنية منذ الأيام الأولى لطرحها صدى جيد، وحالة تجاوب شديدة مع الجمهور، فهي تنتمي للون الرومانسي الذي أعتاد الجمهور مني على تقديمه ومع ذلك فوجئت بصدى انتشارها وتجاوب الجمهور معها، إضافة أنها كانت من أقرب الأغنيات الخفيفة على قلبي حيث لم تستغرق وقتا طويلا في العمل عليها كما أن تصويرها تم خلال يومين فقط.
< تحضر لأغنية جديدة بعنوان “عيان”.. ماذا عن تفاصيل الأغنية؟
< بالفعل هناك أغنية جديدة أعكف حاليا على الانتهاء منها إستعدادا لطرحها خلال الأيام المقبلة، بعنوان “عيان”، ولن أستطيع الحديث عن تفاصيلها، إذ أعتقد أنها ستكون مفاجأة للجمهور، لذا افضل الانتظار لحين طرحها وسماعها، كما إنني لن أقوم بتصويرها كما أعتدت في أغلب أغنياتي السابقة، لكن سيتم طرحها كـ”فيديو تقليدي” على “يوتيوب”.
< ماذا عن نشاطك على مستوى الألبومات؟
<بحكم التجربة وتأثرا بما طرأ على سوق الأغنية من متغيرات خلال السنوات الماضية، للآسف لم يعد للألبومات مكان على خارطة الصناعة بشكل عام، لذا قررت منذ فترة التوقف عن طرح الألبومات والاكتفاء بطرح أغنية فردية أو أثنين من وقت لآخر، مع الاهتمام بهم بالقدر الكاف في التحضير والدعاية، فهذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها، وبات لها مردود جيد مع الجمهور خلال السنوات الأخيرة الماضية فاق صدى الألبومات ونجاحها.
< “الحب والرومانسية” عنوان أغلب تجاربك الغنائية.. هل يعني ذلك أنك دائما ما تعيش حالات من الحب والرومانسية؟
< أجاب ضاحكا: “هذا لوني المفضل على المستوى الشخصي والعملي أيضا، وأنا ممن يفضلون سماع اللون الرومانسي في الغناء، كذلك أحب تقديمه، وهو اللون الذي أشتهرت به وحققت تجاربي من خلاله نجاحات عديدة عرفني بها الجمهور، لكن هذا لا يعني أنني أعيش حالة حب رومانسية لهذه الدرجة، فالحب له صور عديدة، وأعتبر نفسي من الشخصيات التي تمتلئ حياتها بالحب في كل صوره، وقد يكون ذلك السبب وراء حالة التعايش والصدق في المشاعر التي يلاحظها البعض في أغنياتي الرومانسية على وجه التحديد.
< إلى أي مدى يمكن أن تؤثر طبيعة الفنان وظروفه في اختياراته الفنية؟
< إلى درجة كبيرة، خاصة ظروف نشأته، والتي يترتب عليها تحديد أمور عديدة في شخصيته وليس فقط ميوله واهتماماته، فأنا منذ صغري مرتبط بالأغنيات الرومانسية والطربية، لذا أحببت هذا اللون كثيرا، وحينما احترفت الغناء أصبحت له الغلبة في اختياراتي.
< تتميز بين نجوم الساحة العربية بإجادتك وتقديمك للون الطربي.. هل من الممكن أن تتخلى عن هذا اللون يوما ما؟
< بالطبع لا.. لكن قد الجأ لتقديم ألوان وإيقاعات مختلفة من باب التنوع وتحقيق قدر من الثراء خلال مشوراي الفني، وهذا ما أحرص عليه دائما دون التخلي عن لوني المفضل الذي أجيده، وعرفني من خلاله الجمهور وحققت معه النجاح والشهرة.
< كيف ترى الساحة الغنائية في السنوات الأخيرة؟
< للآسف شهدت السنوات الأخيرة العديد من المتغيرات التي تدعو للقلق، ويجب أن نحذر من القادم أيضا، خاصة أنه صار ملاحظ قلة الأعمال التي تحمل قيمة من حيث الكلمة أو اللحن، وباتت الصدارة فقط للأغنيات التي تعتمد على “القفشات” أو “الإفيهات” أو “الكلمات الدراجة”، وانتشار هذا الأمر خطر على الأغنية والموسيقى العربية التي نحمل لواءها حتى الآن.
< هل تتفق مع من يقولون أن السبب في ذلك يرجع لاختلاف أذواق المستمعين عما كانت عليه؟
< هذا صحيح، خاصة لدي الأجيال الجديدة التي عاشت من الانكسارات والظروف الصعبة، ما جعلهم يبحثون عن الفرح واللهو على حساب أي شيء آخر، فأصبحوا يميلون لـ”الفرفشة” والرقص، فضلا عن اختلاف وتغير لغة الحديث لديهم التي أصبحت مليئة بالمصطلحات والألفاظ الدارجة، وذلك ما جعلهم يميلون في اختياراتهم لما يسمعون من أغنيات إلى ما يعبر عن تلك الحالة والظروف التي يعيشونها، وهذا شيء سيء للغاية، خاصة أنه بدأ ينعكس بشكل كبيرة على الفن، وهذا خطر أكبر، وأن كان عزائنا في ذلك أننا دائما نقول أن الفن الجيد هو ما يبقى ويدوم، وما دون ذلك مجرد ظواهر وستنتهي.
< عدت مؤخرا لنشاطك على مستوى الحفلات الغنائية بالقاهرة بحفلين في الإسكندرية والعلمين الجديدة.. كيف كان لقاءك بالجمهور المصري؟
< كانا في غاية الروعة، وشعرت خلالهما بقدر كبير من التجاوب لدى الجماهير والحضور بصفة عامة من الجمهور المصري الحبيب الذي دائما ما أقول عنه إنني مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، وشهادتي في أهل مصر مجروحة، لأني أعتبر نفسي مصر الهوى.
< افتتحت أولى فقرات حفلك الأول بمدينة العلمين الجديدة بأغنية “بحبك يا مصر” تحية لمصر وشعبها.. ما سر حرصك على هذه العادة في كل حفلاتك بمصر؟
< مصر وطني الثاني، ولن أنسى أبدا فضلها عليّ، فهى البلد التي أحتضنتني في بداياتى الفنية، وشعبها قدمني فنيا، إلى أن أصبحت أحد نجوم الغناء العربي، ومصر بالنسبة لي ليست مجرد بلد عربي، بل الوطن والأم، ورغم أننا مديون بالفضل لكل الشعوب والبلدان العربية وعلى رأسهم بلدي، لبنان، لكن تبقى مصر حالة ومكانة خاصة في قلبي، لذا أشعر طوال الوقت إنني مهما غنيت لها لن أوفيها حقها وفضلها.
< بدأت الأوضاع تتحسن تدريجيا داخل الساحة الغنائية وتتعافى من تداعيات انتشار “كورونا”.. في ضوء ذلك ما تقييمك لمستوى وحجم الحفلات التي أقيمت خلال الموسم الصيفى هذا العام؟
< بالفعل من الملاحظ أن الأمور بدأت تسير في طريقها الطبيعي، وتعود لما كانت عليه قبل ظهور “كورونا”، وأن كان هذا التحسن تدريجي، لكن على الأقل الأوضاع بدأت تسير في طريقها نحو الأفضل، كي نعوض ما فات خلال العامين الماضيين، ونأمل أن يكون المقبل أفضل، وإلا نعود لأي توقف أو ركود، أما فيما يتعلق بتقييم حجم النشاط على مستوى الحفلات خلال صيف هذا العام، فقد ظهر بمستوى رائع، سواء من حيث الكم أو الكيف، خاصة الحفلات في مصر، ولا ننسى أننا لازلنا في بداية الانفراجة، والقادم أفضل بالتأكيد.
< هل أنت متفائل بعودة النشاط كما كان قبل “كورونا”؟
< متفائل بدرجة كبيرة، كل البشر تضررت بـ”كورونا”، ولا نتمنى أن تعود بنا الأيام لما كانت عليه، لذا كلنا أمل أن تستمر الحياة، حتى في مواجهة الموجة الجديدة من الفيروس، والتي بدأنا نسمع عنها مؤخرا، والتي لابد أن نكون مستعدين لمواجهتها بالوعي والإلتزام الكافي، فالوضع لا يزال مقلق.
< ماذا عن رحلاتك الغنائية الجديدة خلال الفترة المقبلة؟
< للآسف كان لدي عدد من الرحلات العربية التي كنت أخطط لإقامتها خلال الفترة المقبلة في عدد من البلدان، منها العراق، إلا أننا أضطررنا لتأجيلها بسبب موجة “كورونا” المحتملة، ورغم إنني شخص متفائل بقرب إنتهاء الفيروس، لكن الخطر مازال موجود، ونحتاج للحذر والحرص.
< رغم نجاحك بين الجمهور المصري والعربي، إلا أنك من المطربين الذين لم يكن لهم حظ كبير مع الجوائز الغنائية.. هل يشغلك هذا الأمر؟
< حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات التي ترضيني وتكفيني كفنان، وأحمد الله على ذلك، ولا أعتبر نفسي مظلوم أو غير محظوظ في هذا الجانب، لكن يبقى حب الجمهور هو أهم منحة وتكريم بالنسبة لي.
< من وقت لآخر تترد أخبار عن تلقيك عروض للتمثيل في السينما أو التلفزيون.. هل مازلت ترفض خوض تجربة التمثيل؟
< أنا لست رافض، لكن متردد، لأنها خطوة مختلفة ومهمة ولها تأثير كبير على شعبيتي.
< شاركت جمهورك على السوشيال ميديا مؤخرا الاحتفال بعيد ميلاد ابنتك “مارلين”.. كيف تتعامل كأب مع أبنائك في هذه المرحلة العمرية؟
< أود أولا أن أتقدم بالشكر لكل من تفاعل مع أعياد أسرتي، أما فيما يتعلق بأبنائي، فأنا حريص على تعليمهم كيفية التعامل في المواقف المختلفة، وأن يكون مبدأ حياتهم “الحب والخير والتواضع”.
< هل لاحظت أي مواهب أو ميول فنية لدى أيا منهم؟
< لديهم بالفعل، لكن أكثرهم مارلين، والتي تتمتع بحس فني عالي، لكني دائما ما أسعى لتوجيهها بالشكل السليم، وأحثها على تأجيل أي خطوات في هذا المجال لحين إنتهاء دراستها، ومن ثم التفكير في أي شيء آخر.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة