محمد عدوي
كيفك إنت ؟
عملة مزيفة رائجة
السبت، 11 سبتمبر 2021 - 02:51 م
محمد عدوي
فى علم الاقتصاد هناك قانون شائع له دلالته الاقتصادية ومبرراته “العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة”، هذه العبارة يتم تداولها فى كثير من الأحيان فى غير موضعها الاقتصادى للتدليل على أن الزمن تختل مفاهيمه، بحيث يصبح الرائج والشائع هو العملة الرديئة والناس الرديئة، والذى يتوارى ويكاد يختفى هو العملات الجيدة، والناس الجيدة.. أحيانا يكون ذلك حقيقة لكننا فى هذه الأيام ومع توغل ما عرف بالسوشيال ميديا لم يعد للعملات الرديئة فقط مكانة.. أصبح أيضا هناك سوق رائجة للعملات المزيفة التى كانت ممنوعة من الصرف، العملات المزيفة أصبحت أكثر رواجا من الرديئة والجيدة معا.
محمد رمضان ممثل موهوب.. حقيقة لا يختلف عليها أحد.. حتى لو كان يملك أداء ثابتا تختلف أو تتفق عليه، لكنه موهوب.. مثله مثل عشرات من الموهوبين، نعم هناك عشرات بل مئات من الموهوبين لم يحققوا ما حققه رمضان.. لكن ما الذى حققه رمضان؟ بخلاف «الدكتوراة الفخرية» التى نالها مؤخرا وسحبت منه، حقق رمضان انتشارا وأموالا ومكانة لا أحد ينكرها لكن هل تستحقها موهبته؟ بالتأكيد كان من الممكن أن تكون الإجابة نعم يستحقها لو عمل على نفسه أكثر واهتم أكثر ودرس أكثر.
ربما كانت سوف تتحقق، وربما فى سنوات أكثر أيضا لكنه منذ اللحظة الأولى وهو يعى أن ما لديه لن يجلسه فى «طيارة خاصة»، ولن يجعله ضيفا مرحبا فى مجتمعات مختلفة ولن تجعله “نمبر وان” بهذه السرعة.. يدرك أن الزمن يبيح المحظورات ويرحب بالعملات المزيفة ويثمنها، فقرر أن يستفيد من آلة الزمن وقوانينه.
أوهم الجميع أنه الأعلى أجرا والأعلى إيرادا والأعلى مشاهدة والأعلى والأعلى فى كل شيء.. كنا سنفتخر بشاب مجتهد لو تحقق له ذلك فعلا.. لكن الأرقام لا تكذب هو ليس كذلك بالفعل.. لكن من يهتم بالأرقام؟ من يهتم بالحقيقة؟.
رمضان أدرك قانون العملة المزيفة الرائجة ولعب عليه، أدرك معطيات القانون ومتطلباته، فقط إثارة الجدل، فقط التغييب المتعمد والمتواصل، والحقيقة أنه موهوب ونمبر وان فعلا فى هذا، رمضان يدرك جيدا ما يفعل والحقيقة أنه ينمو ويكبر على ما يفعله، عمل على نفسه جيدا فى القانون الذى يتيح له الوصول من أقرب الطرق، ونجح فى مسعاه والأكثر أنه كلما خفت نجمة يلجأ لحيلة ليعود مرة أخرى للأضواء.. تصريحات وأفعال، صور وفيديوهات إلخ.. كلها موظفة بعناية ومصنوعة وفقا لقانون محدد ولا تصدق أنه يتحدث أو يفعل ما يفعله بعفوية، لا تصدق أنه يتورط أو يسقط فى أزمات بحسن نية، هو يعلم جيدا قانون السوق، ويلعب عليه وينجح فى ذلك.
المؤسف أن عملة رمضان أصبحت مثلا، وقانونه أصبح حقيقة وهدف لكثيرين، مذيعة تسرب لقاء تتبجح فيه على ضيفها بدم بارد، وهى تعى تماما أن ما تفعله سوف يلفت النظر إليها، قناة تسعى لإثارة الجدل ثم تركب الموجة أو التريند بافتعال أزمات صارخة، مطرب محدود القيمة يتباهى بأفعاله البعيدة كل البعد عن الفن، لاعب يعرف كيف يوظف حب الجماهير لدعمه بعيدا عن قدراته الكروية.. إلخ.
العملات المزيفة أصبحت أكثر طلبا هذه الأيام، أكثر رواجا حتى أنها أصبحت للأسف عملات رسمية، قوانين الاستسهال والاستغلال والكسب السريع السهل أصبحت هدفا.. لكن يقينى أن هذا لن يستمر كثيرا.. يقينى أنه لن يصح إلا الصحيح.. سوف يعاقب المشترى بائعي الوهم، سوف يلفظ عملاتهم المزيفة ويمزقها ويتخلى عنها.. فقط عندما يشعر أنها عملة تضر وأن ما يبهجه الآن ويسخر منه ويعجبه سوف يضره، سوف يعلم إن آجلا أو عاجلا أن الصورة الجميلة التى صنعتها التكنولوجيا والفوتوشوب وفرح بها لفترة ليست حقيقية، وأن البقاء دائما للأصلى.. يقينا سوف نتوقف عن تداول العملات المزيفة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة