من جديد عاد الارهاب الأسود ليطل بوجهه القبيح في عاصمة المعز يسفك الدماء الزكية ويزهق الأرواح الطاهرة فقد استيقظت مصر منذ أيام علي خبر استشهاد ثمانية من رجال الشرطة الابطال الشرفاء الذين يقومون بواجبهم في حراسة وتأمين المواطنين وممتلكاتهم في عملية إرهابية بمنطقة حلوان لم تشهد العاصمة مثلها منذ اكثر من عام فقد جاء هذا العمل الإرهابي هو الأكثر قسوة وجرأة واحترافا والذي تم فيه إمطار رجال الشرطة بوابل من الطلقات النارية وصلت الي ١٢٠ مقذوفاً نارياً.
ثم توالت مجموعة من الحرائق الكارثية التي تشير أصابع الاتهام الي انها بفعل فاعل لتقضي علي عدد من أشهر المناطق التجارية التاريخية العريقة بالعاصمة لعل أهمها منطقتا الرويعي والغورية لتكبد المصريين خسائر قدرت بمليارات الجنيهات بالاضافة للخسائر الثقافية والمعنوية.
رسائل واضحة يبعثها الإرهابيون وأهل الشر للمواطنين هدفها التخويف والإرهاب ومعاقبة الذين وقفوا ضدهم وأصروا علي انهاء طغيانهم والتحرر من السلطة المتأسلمة التي أساءت للاسلام والمسلمين ونجحت خلال عام واحد في رسم صورة مشوهة لمصر وفي تراجع دورها الاقليمي والعالمي وكل مؤشرات اقتصادها القومي.
إن المصريين الذين سجلوا عبر تاريخهم الطويل انتصارات ومواقف ابهرت العالم منذ انتصار الملك أحمس علي الهكسوس ومرورا بتصدي المظفر قطز للهجمة الشرسة للتتار بعد اجتياحهم لأكثر من نصف دول العالم وصولا الي العبور العظيم في اكتوبر عام ١٩٧٣ ثم تأكيد الشعب المصري لمواقفه الشجاعة عندما احتشد بالملايين في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو فارضا ارادته وعدم خضوعه لأي ظلم.. والرسالة التي يرسلها الشعب المصري حاليا للعالم هي انهم لن يستطيعوا إرهابنا ولن نخضع لحكمهم مرة ثانية ولن نقبل بعودة التاريخ الأسود.