استيقظت علي صوت هاتفي في منتصف الليل وكان المتحدث المخرج مجدي الناظر بهدوء مصطنع سألني «إيمان انتي صاحية.. فأجبت شبه ذلك.. وبحزن قال: في مصيبة فاستيقظت كل حواسي وأنا أحثه علي الحديث ماذا.. قال أمامي الآن حادث ارهابي مروع سيارة نصف نقل حمراء في الحي الغربي أمام مستشفي النصر.. قطعت الطريق عرضيا علي ميكروباص شرطة وانهالت عليه بوابل من الرصاص علي كل من فيه وفرت هاربة تاركة الشارع غارقا في بركة من الدماء ووسط أنفاسي اللاهثة سألته هل مات عدد كبير فأجاب لا أعتقد ان هناك احياء.
وضعت السماعة ويداي ترتعشان واخبرت زملائي في صالة التحرير وانخرطت في نوبة بكاء هيستري ونهضت من سريري وقد جفاني النوم لأحطم كل ما تصله يدي.. إلي متي يا سيادة وزير الداخلية تزهق أرواح أبنائنا؟ أعلم أنك أكثر مني حزنا ولكن تعال نبحث عن حل يبعد رجالك عن المواجهة المباشرة مع هؤلاء القتلة ونتساءل لماذا الكمائن الثابتة التي يعلم أماكنها كل البشر وتذكرني بمحطة المطار السري!. لماذا الدوريات في مواعيد ثابتة يعرفها ذوو النفوس الضعيفة.. هناك حل جذري لذلك.. ارجوك بل اتوسل اليك ان تنفذه أو علي الأقل تفكر فيه جديا.. استخدم الكاميرات بدلا من البشر مهما كانت غالية فهي ارخص بكثير من روح رجل من رجالك وابن لنا.. فغالبية بلاد العالم لا تري فيها رجل الشرطة إلا في الحوادث الكبري يظهر فجأة.. لماذا لانه يتابع كل ما يجري في البلد وهو جالس في مكتبه آمناً ومن خلال كاميرات عالية الجودة. وأؤكد علي ذلك عالية الجودة - ولا يتحرك إلا لحظة القبض علي المجرم.. معالي وزير الداخلية: ارحم أمهات وآباء فقدن فلذات اكبادهن وايتاماً كانوا يتمنون تراب ارجل آبائهم ولنا الله من قبل ومن بعد وحسبنا الله ونعم الوكيل.