كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإخوان و 11 سبتمبر

كرم جبر

السبت، 11 سبتمبر 2021 - 08:37 م

11 سبتمبر 2001 جعلت أمريكا تناصب العرب والمسلمين العداء، وظهر مصطلح الحروب الصليبية، الذى اعتذر عنه بوش الابن فيما بعد، ولكن ظل مضمونها يحرك الأحداث.
وكان مقدراً تكرار سيناريو سوريا مع مصر، وإشعال حرب دينية ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط، بل استحضار نموذج حروب السنة والشيعة، وكان الإخوان على أتم استعداد للمهمة القذرة.
كان مطلوباً من الإخوان أن يفعلوا بمصر، مثلما يفعل الحوثيون وداعش والنصرة وبقية الإرهابيين فى بلادهم، وبدأ التنفيذ بتكليف الإخوان بإيقاظ الفتن الدينية بين السنة والشيعة والمسلمين والأقباط، فى بلد يتحكم التسامح الدينى فى جهازه العصبي، ويتسلح بموروثاته التاريخية فى تحقيق السلم الاجتماعي.
وكان الإخوان على استعداد أن يبيعوا مصر وأرضها وشعبها وكل شيء، وصولاً لحلم الخلافة، ولكن تغلبت الروح الوطنية على النزعات الطائفية، وتصاعدت موجات الكراهية ضد جماعة الشر.
البداية الحقيقية للجحيم العربى المسمى بالربيع، كانت يوم 11 سبتمبر، وما زال العرب والمسلمون يدفعون الثمن حتى الآن.
وقررت أمريكا أن تطبق قاعدة «الجزاء من جنس العمل»، فبعد تدمير العراق، اتجهت إلى دول الجوار، سوريا واليمن وليبيا وتونس بجانب مصر، وأيقظت الجماعات الإرهابية التى ربتها ودربتها فى كهوف أفغانستان.
وتحدث مسئولون أمريكيون عن حروب دينية تندلع فى المنطقة، تستمر ثلاثين عاماً، على غرار الحرب الدينية فى أوربا، حتى إنهاك قوى كل المتحاربين، ثم إرغامهم على الجلوس فى غرف التفاوض لقبول الإملاءات.
وبعد العراق جاء الدور على سوريا، وحكموا عليها بالفناء الذاتي، وتكرار سيناريو «صدام» مع «بشار»، ولكن الأخير صمد وحافظ على ما تبقى من جيشه، وتغيرت موازين القوى لصالحه.
« حتى لو كنت أعلم أنه لا يمتلك نووى أو كيماوى، كنت سأضربه».
هذا ما قاله بوش الابن، بعد أن أثبتت تقارير المخابرات الأمريكية ولجان الكونجرس، أكذوبة امتلاك صدام حسين للنووى والكيماوي، وهى التى أدت إلى غزو العراق وتدميره والإطاحة برئيسه.
النية كانت مبيتة منذ 11 سبتمبر 2001 على إشعال الحروب الدينية فى المنطقة، فكل الجراح تندمل بمرور الوقت، إلا هذا الجرح الذى يزداد نزفاً واتساعاً بمرور الوقت، فقد كانت أكبر دولة فى العالم على وشك الانهيار، وعُلقت الاتهامات فى رقبة صدام.
كان من المفترض أن تكون إيران ضمن مثلث الشر المستهدف تدميرهم رداً على 11 سبتمبر، ولكن الذكاء الإيرانى استطاع أن ينأى بنفسه عن الشبهات، وفكرت أمريكا فى ضرب إيران أكثر من مرة ثم تراجعت.
11 سبتمبر هى التى فتحت على المنطقة بوابة جهنم، وجعلت أمريكا تلقى بكل ثقلها فى الشرق، بحثاً عن الأشرار، الذين حاولوا تدمير أكبر حضارة على مر التاريخ.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة