ياسف سعدي
ياسف سعدي


«وصف بالصندوق الأسود» الجزائر تودع المناضل ياسف سعدي

كريم عادل

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 12:49 ص

ودعت الجزائر بالحزن و ألأسي، السبت11 سبتمبر، ياسف سعدي، الذي يعد واحدا من أبرز الشخصيات التاريخية في الجزائر، بعد أن قاد، عام 1957، معركة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.

وكان ياسف سعدي قد ولد في 20 يناير 1928 بقصبة الجزائر العاصمة، وقد كان مسؤولاً عن "المنطقة المستقلة بالجزائر" بمدينة الجزائر تحديدا في حي القصبة، التي حاول جيش الاستعمار الفرنسي استعادة السيطرة عليها، لما تحمله من قوة مقاومة حيث كانت تضم أبرز القادة الثوريين على رأسهم الشهيد العربي بن مهيدي وجميلة بوحيرد وعلي لابوانت.
اقرأ ايضاً|بعد طلب تذكرته.. صومالي يطعن 5 أشخاص في حافة بإيطاليا 

و لذالك، أعلن الجيش الفرنسي عام 1957 الحرب على المنطقة، بما تعرف تاريخياً بـ"معركة الجزائر" وقد تمكنت قوات المظليين الفرنسيين من اعتقال ياسف سعدي رفقة المجاهدة زهرة ظريف، وذلك بعد عملية استخباراتية، ألقي خلالها القبض على ياسف سعدي في أحد مباني القصبة، وقد اعتبرت فرنسا العملية بمثابة الانتصار العسكري الكبير لجيشها.

وكان أيضا، ياسف سعدي الذي عمل خبازا في حي القصبة قبل أن يلتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني، عاش بعد الاستقلال مولعا برياضة كرة القدم والسينما، حيث أنتج للفن السابع العالمي عام 1966، فيلم "معركة الجزائر" رفقة المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو الذي يعد اليوم واحد من أهم الأفلام التاريخية.


ونعى الراحل، عدد من الشخصيات الوطنية وكبار المسؤولين. وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق لعيد ربيقة أن الجزائر فقدت اليوم رمزا من رموزها وأحد أبنائها العظماء، الذي تحدى المستعمر بصبر وشجاعة وثبات إلى أن تحقق الاستقلال.

ووصف رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، الراحل بأيقونات معركة الجزائر، وقال: لقد فقدت الجزائر رجلا من رجالات الجزائر الذين خدموها بإخلاص.

وقد عرف الفقيد بمواقفه وإخلاصه لوطنه وشغفه بالحفاظ على ثورة نوفمبر وبالمساهمة في التأريخ لها كتابة وسينمائيا، وقد ظل ثابتا على المبادئ الحقة ومناضلا من أجلها.

وفي السنوات الأخيرة تحولت تصريحات ياسف سعدي إلى حلقة مثيرة للجدل، تتبعها دائما أمواج من ردود الفعل الغاضبة منه، ولكنه كان يصر على مواقفه وآرائه، مشيرا إلى أنه ينقل الحقيقة التي عاشها في الجزائر خلال الثورة وغير مهتم بالانتقادات وهو ما جعل بالرأي العام الجزائري يصفه دائما بالصندوق الأسود للذاكرة الجزائرية.

وقد رحل اليوم دون أن يكشف العديد من الحقائق التي لا تزال تثير الجدل ولا تزال محل تضارب بين أبرز الشخصيات الجزائرية الذين انتقدوا تصريحات ياسف سعدي عندما كان على قيد الحياة، على غرار المجاهد الراحل الرائد لخضر بورقعة والمجاهدة لويزة إغيل أحريز وشقيقة الشهيد الراحل العربي بن مهيدي ظريفة بن مهيدي، والمجاهدة زهرة الظريف، التي قررت تأليف كتاب "ذكري مقاتل جيش التحرير الوطني، المنطقة المستقلة للجزائر".

وتمحورت ردود الفعل في أغلبها حول قضايا الخيانة والمجاهدين المزيفين وخاصة فيما يتعلق بعملية تفجير المنزل الذي كان يختبئ فيه ثلاثة من أشهر شهداء الجزائر (علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي ومحمود بوخميدي بالإضافة لعمر الصغير)، وهي حقائق لا تزال غامضة بالنسبة للرأي العام الجزائري.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة