يبدو أن الاحساس بالغضب قد تسرب من الشارع المصري إلي ما يحدث علي الصعيد الاجتماعي والسياسي الي داخل البيوت المصرية فقد لمست خلال الفترة الأخيرة ارتفاع مستويات التوتر العصبي لدي الزوجات لأنهن غاضبات لأسباب مختلفة، منها كثرة ضغوط الحياة اليومية والارتفاع الجنوني في الأسعار حتي امتحانات الأبناء ولكن الشكوي الاكثر مرارة توجهت الي موقف وتصرفات الازواج مما دفع بعض صاحبات البيوت المستقرة إلي التلويح بالرغبة في الانفصال. هذا الي جانب اتيان البعض بتصرفات جنونية لا تليق بالعقلاء.
وبعد ان طالعتنا الصحف مؤخراً عن حوادث وجرائم غريبة علي مجتمعنا ارتكبتها زوجات، منهن من قامت بمفردها أو بمساعدة شخص ما بالتخلص من الزوج والانتقام منه بذبحه او قتله بالسم أو... أو... رغم أنه كان في إمكان كل واحدة من هؤلاء المجرمات طلب الطلاق أو رفع قضية خلع أو الهرب إلي بيت اهلها أو أي مكان آخر- هذه الجرائم تكشف ان الشعب المصري المعروف بالطيبة والسماحة ودماثة الخلق بدأت تدخل عليه سلوكيات الغضب والعنف والعدوانية.. وبعد مجالسة ومحاورة العديد من النساء من مختلف طبقات المجتمع قررت أن أوجه نداء للرجال بأن ينتبهوا لأن الستات علي آخرهم.. وأن الغضب من المشاعر السلبية التي تصيب الانسان من احساسه بالضيق وعدم الرضا من أمر ما أو عند الانزعاج من موقف أو تصرف.. وعندما يغضب الانسان يفقد القدرة علي التفكير والتحمل ويتصرف بطريقة عشوائية مرفوضة وتزداد ضربات القلب وتحدث تغييرات في افراز الهرمونات وبالتالي يواجه صعوبة في الاحتفاظ بهدوء الاعصاب ويتصرف بطريقة عشوائية مرفوضة.
وهنا أقول للأزواج بل وايضا للزوجات إن الروتين اليومي والضغوط المحيطة تجعل الانسان يشعر بالملل وبالتالي نجد صعوبة في الاحتفاظ بهدوء الاعصاب في المواقف والظروف الحرجة. وهنا اطلب من الشريكين في الحياة الصمود أمام الازمات واشعار الشريك الآخر أنه لا يواجه المشكلة بمفرده بل هناك زوج أو زوجة حنونة بجانبه، وعندما يتعرض أحد الزوجين لموجة من الغضب العارم علي الشريك الآخر علي الذهاب به إلي مكان بعيد عن مصدر القلق ويكون مكانا جيد التهوية بعيدا عن الضجيج والزحام، وعند الجلوس في المكان الهاديء يجب عدم الدخول في حوارات او توجيه اللوم او تبرير الموقف او الحديث بصوت مرتفع أو بأسلوب حاد مما قد يزيد من حدة الموقف ويحدث رد فعل غير متوقع.
وأخيراً أهمس في أذن كل زوج أن يتصرف بحنان عندما تغضب زوجته وينصحها بأسلوب لبق بأن الغضب قد يضر بصحتها وبمظهرها ويؤثر سلبا علي حالتها النفسية وأنه سيساعدها وسيكون إلي جوارها حتي يجتازا أي ازمة معاً.