اللبن بأساليب عشوائي
اللبن بأساليب عشوائي


«السايب».. مرض فى كيس!

تحذير: الحليب السايب.. يجمعه الفلاحون عشوائياً ويفسد سريعاً

إيمان طعيمه

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 01:46 م

يتسبب تجميع اللبن بأساليب عشوائية فى الإضرار بصحة المواطنين، نتيجة تعرض «اللبن العشوائى» أو "السايب" الذى يباع فى أكياس بلاستيكية للتلوث، وقد يفسد سريعاً نتيجة طرق الحفظ السيئة، وفى هذا الصدد التقت «آخرساعة» عدداً من المختصين والخبراء لتوضيح كل ما يتعلق بـ«اللبن العشوائى» الموجود بالأسواق والآثار المترتبة على تناوله.
 

تقول الدكتورة أمانى الديب، باحث أول بقسم بحوث تكنولوجيا الألبان بمركز البحوث الزراعية: إن مشروع مراكز تجميع الألبان من المشروعات الهامة التى نتمنى أن تتم بأسرع وقت لحماية المواطنين من الأضرار الخطيرة التى تحدث لأجسامهم يوما بعد يوم. وذلك لأن «اللبن العشوائى» أو «السائب» يُعرف بمدة حفظه وصلاحيته القليلة جدا التى لا تتعدى ساعتين أو ثلاثاً على الأكثر من وقت الحلب، والتى تزيد بعدها فترة الحموضة التى تجعل قوام اللبن أكثر عرضة للتجبن بمجرد تعرضه للحرارة، لذا يضيف البائعون مواد حافظة لإطالة عمره ويظل محافظاً على قوامه ويكون صالحاً للبيع، وهذه المواد الحافظة تتمثل فى الفورمالين التى تستخدم فى حفظ جثث الموتى، أو ماء أكسجين أو بيكربونات صوديوم وغيرها من المواد الكيميائية التى تقتل الميكروبات الموجودة باللبن وبالتالى تزيد حفظه لفترة أطول.


وغالباً يستخدم البائعون مادة الفورمالين لرخص سعرها واستخدام نقط قليلة منها لتجعل اللبن على حالته السائلة لعدة أيام من دون أى تغير فى خواصه، ما يؤثر بالسلب فى كل أجهزة الجسم الحيوية بما فيها الكلى والكبد فضلا عن أنها تعد سببا رئيسياً فى الإصابة بالأورام نتيجة كثرة تناولها وتراكمها بالجسم يوما بعد يوم.


هذا بالإضافة لوسائل الغش الأخرى كتخفيف اللبن وإزالة الدهن الطبيعى الموجود به وإضافة مواد دهنية نباتية أخرى تجعله يحتوى على كمية أكبر من الدسم، ولذلك نجد فى الأقساط الكبيرة أداة تقوم بتقليب اللبن بشكل مستمر حتى تمنع ظهور طبقة الدهن على وجه اللبن ويظل ممزوجا به.

معايير هامة

وتشير الدكتورة أمانى، إلى وجود خطر آخر يبدأ من عند الفلاحين الذين يقومون بتجميع الحليب، وذلك لعدم اتباع الكثير منهم مواصفات الجودة الصحية، والتى تشمل التأكد أولا من صحة الشخص الذى يتعامل مع جمع اللبن حتى لا يكون سببا فى نقل عدوى للحليب، ثم القيام بغسل وتنظيف الحيوان جيدا قبل البدء فى عملية الحلب، وأن يكون الحيوان معافى وخالياً من أى أمراض، لأنه فى هذه الحالة يجب التخلص من اللبن نهائيا حتى تمام الشفاء، كما يجب التخلص أيضا من القطرات الأولى من اللبن أثناء الحلب بسبب وجود بعض البكتريا التى تنشأ نتيجة أماكن نوم وتواجد الحيوان، وأخيراً غسل الأيدى جيدا واستخدام أوان وأكياس نظيفة لجمع اللبن.


وتوضح أن أهم خطوة لضمان صلاحية اللبن هى وضعه مباشرة فى وحدات تبريد والذهاب به إلى مراكز تجميع الألبان وهى التى تقوم بدورها بنقله للبائعين بشكل مبرد أيضاً، وهنا فقط نتأكد من سلامة المنتج الخام الذى يصل للمستهلك بأمان. علما بأن غلى اللبن يفقده جزءاً من مكوناته، بينما حفظه مبردا ومبسترا بعد عملية الحلب مباشرة يجعله يحتفظ بكامل فوائده الصالحة لنمو الأطفال وبناء العظام وإمداد كل أفراد الأسرة باحتياجاتهم اليومية.

علامات الغش
وأوضحت أن هناك عدة علامات ظاهرية يجب على ربات البيوت ملاحظتها للتأكد من جودة وصلاحية اللبن، فيجب النظر للمحتوى الدهنى للبن بعد الغلى والتبريد بالثلاجة، فإذا كان سُمك الدهن عاليا جدا، فهذا دليل على إضافة دهن نباتى له، وأيضا عدم ظهور الرائحة المعروفة للبن الطازج والشعور بأنه يشبه الماء، وكذلك ثقل قوامه الذى يكون بسبب إضافة النشا أو مواد أخرى له.


لذا تنصح الباحثة بضرورة شراء هذا النوع من اللبن من أماكن موثوق منها والتى تتمثل فى منافذ وزارة الزراعة والمراكز البحثية فقط، وذلك لخضوعه لفحص دورى باستمرار، ومروره بمراحل البسترة الصحيحة، التى تجعله صالحا للاستخدام لمدة يومين على الأكثر بسبب عدم احتوائه على أى مواد حافظة.
كما أوضحت أن هناك طريقة صحيحة لغلى اللبن وهى وضعه داخل حمام مائى والتقليب باستمرار للقضاء على أى بكتيريا عالقة به، ثم وضعه فى حمام بارد على الفور والتقليب مرة أخرى، ثم يحفظ بالثلاجة فى وعاء محكم الغلق، وهنا يصبح آمنا جدا على الصحة.

وأشارت إلى أنه يمكن اللجوء للألبان المعبأة الجاهزة كونها تخضع لمعايير السلامة والجودة والمراقبة، حيث إنه يتم أخذ عينات من الأسواق من حين لآخر للتأكد من إتباع القواعد السليمة فى خطوط الإنتاج، وهذا ما تعمل الدولة على تحقيقه بمراكز تجميع اللبن المطورة.
التصدير
وأكدت باحثة تكنولوجيا الألبان أن اتجاه الدولة لتوافر سلالات جيدة من المواشى الناتجة للألبان بكميات مرتفعة والاهتمام بصحتها وتغذيتها مع زيادة توعية المربين والزراعيين لذلك، يفتح بابا كبيرا للمنافسة بالأسواق العالمية والتصدير للخارج، علما بأن مصر تحتل رقما فى الأسواق العالمية الآن، إلا أن الماشية الموجودة حاليا معروف عنها قلة إدرارها للبن، وبالتالى لا يكفى إنتاجها الاستهلاك المحلى للمواطنين، مما يزيد من الاضطرار لاستيراد الأنواع المجففة والباودر للألبان من الخارج.

تسمم غذائى
فى السياق، تقول الدكتورة رشا مصطفى حسن، أستاذة الكيمياء الحيوية والتغذية بجامعة عين شtمس، أنه رغم القيمة الغذائية الكبيرة التى يقدمها اللبن لكل أفراد الاسرة، والتى تتمثل فى إمداد الجسم بالكالسيوم وفيتامين (د) والسعرات الحرارية الأخرى، فإنه مصدر سريع جداً للفساد بالبكتيريا والميكروبات، خاصة الميكروبات التى تنقل من الحيوان نفسه أثناء الحلب مثل «السالامونيلا، الإيكولا، البروسيلا»، فضلا عن التلوث الذى يحدث أثناء نقله للمستهلك فى الهواء والأتربة، والمواد الحافظة التى تم التحدث عنها فيما سبق، وكل ذلك يكون سببا فى الإصابة بالأورام السرطانية والتسمم الغذائي، وتظهر أعراض الإصابة بما سبق فى هيئة حدوث نوبات معوية، قىء، إسهال، ألم بالمعدة وقد يصل الأمر إلى حدوث تلف بالأوعية الدموية والتى قد تؤدى لفشل كلوى وسكتات دماغية.

كما حذرت أستاذة الكيمياء الحيوية من شراء منتجات أخرى يتم تصنيعها من «اللبن العشوائي» مثل الجبنة القريش، كونها تعد أخطر أنواع المنتجات المصنعة التى لا يتم التعامل معها حراريا ويتم تناولها مباشرة، بالتالى تكون مصدراً قوياً لنقل الأمراض، كما شددت على ضرورة تجنب شراء اللبن "الباودر" الذى يباع سائباً فى محلات البقالة، والتى تلجأ له بعض الأمهات بغرض تغذية أطفالهن، ولكنه قد يكون سببا قويا فى إصابتهم بالأمراض، كونه مجهول المصدر والمكونات والمواصفات الصحية، فضلا عن أنه غير مدون عليه أى تاريخ للصلاحية وبالتالى قد تكون كل مكوناته فاسدة بنسبة كبيرة، هذا بالإضافة لتعرضه للحرارة والهواء والتلوث باستمرار نتيجة تواجده بعبوات كبيرة الحجم ومفتوحة بشكل دائم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة