ستات مصر
ستات مصر


ستات مصر بـ100 راجل.. بعد إعلان فتح الباب أمام النساء لقيادة المترو

آخر ساعة

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 02:03 م

علا نافع 

جاء إعلان الشركة الفرنسية لإدارة وتشغيل الخط الثالث لمترو الأنفاق عن توظيفها للسيدات لأول مرة فى مهنة قائدة قطار، تأكيدًا على انتشار مبدأ المساواة والإيمان بقدرات المرأة المصرية واستطاعتها خوض غمار المهن الخطرة، بعد أن أثبتت شجاعتها وقدرتها على اقتناص الوظائف الصعبة التى كانت حكرًا على الرجل قديمًا، بل وتفوقت عليه فى كثير من الأحيان، وأكدت أيضًا أن تلك المهن لا تقتضى القوة الجسمانية فقط بل تحتاج الإرادة والحنكة.
 

 «أم إسلام» جزارة بالوراثة

فى أحد شوارع الجيزة تقف المعلمة «أم إسلام» أو «رباب» ممسكة بالساطور والسكين تقطع قطعا من اللحوم الدسمة على الأورمة، نظرات وجهها المتجهم تضفى عليها هيبة وقوة، تنادى بين الحين والآخر على أحد صبيانها، أضحت أسيرة لفنون الجزارة التى ورثتها من والدها المعلم حنفى وزوجها، افتتحت محلها الخاص ووجدت تشجيعا من جاراتها ومعارفها اللاتى بتن زبائنها، تناطح الجزارين الرجال الذين يضايقونها فى بعض الأحيان فقد نجحت فى فرض سيطرتها فى سوق الجزارين، لا تشعر بالتعب جراء عملها الشاق من ذبح المواشى وتقطيعها بل وحملها مسافات كبيرة، تنتظر عيد الأضحى على أحر من الجمر ففيه تشعر بقيمتها وأهمية مهنتها، لا تتوانى عن تشجيع السيدات على خوض الأعمال الشاقة مثلهن مثل الرجال، فكلنا فى العمل سواء.
 

الأسطى «أم باسم» دينامو السباكة

لم تكن تعلم الأسطى»سهام مغازى» أو «أم باسم» كما يعرفها أهل منطقتها بشبرا أنها ستعشق مهنة السباكة وتقع فى هوى «المفك ومفتاح الحوض» وتتابع الجديد فى مجال الأدوات الصحية ومقاساتها، وتصبح أول سباكة فى مصر، استطاعت أن تفوز بزبائن كثر يثقون فيها ولا يرون فى عملها أى غضاضة، تمسك بحقيبة العدة وتتجول فى المنازل كى تصلح الصنابير وتركب خلاطات المياه، لا تخشى نظرات المجتمع الرافضة فى بادئ الأمر بل حولتها لتحد ونجاح وأصبح لها محل يحمل اسمها، رغم أن عملها يحتاج فى بعض الأحيان لقوة جسمانية تتمثل فى تكسير الحوائط وحمل بعض المعدات الثقيلة إلا أنها اعتمدت على نفسها ودربتها على الأعمال الشاقة.. عانت من رفض أبنائها لمهنتها إلا أنها تشبثت بها خاصة أن نفقات أبنائها فى تزايد بعد أن تخلى عنهم الأب وتزوج من أخرى وتركها تتحمل المسئولية وحدها، وبمرور الأيام تحول رفض الأبناء لدعم وتأييد ووجدت فى أعينهم نظرات الفخر والإعجاب، بدأت الأسطى «أم باسم» عملها فور إتمامها دورة تعليم السباكة فى مشروع «أغا خان» الخيرى والتى نجحت فى اجتياز كافة اختباراتها مع ثلاث سيدات آخريات لكنهن لم يمارسن المهنة خوفا من رفض المجتمع.


تحدت قرار المسئولين عن الدورة بكونها مقتصرة فقط على الذكور وأمام إصرارها على الالتحاق ما كان أمامهم سوى ضمها، يلقبها زبائنها بـ«الدينامو والدكتور» فهى قادرة على تصليح كل ما يستعصى على السباكين الرجال، ورغم ذلك فإنها عقدت صداقات مع هؤلاء الرجال وباتوا يساعدونها فى بعض الأحيان فقد اكتسبت احترامهم وتقديرهم.
 

سيدات: لدينا إرادة النجاح

تقول إيمان نبيل، ربة منزل، إن المرأة نجحت فى التربع على عرش الكثير من الوظائف التى احتكرها الرجال لسنوات عدة وروجوا لضعف المرأة وعدم قدرتها على ارتياد تلك الوظائف، ولكن مؤخرا احتلت النساء الكثير من الأعمال الشاقة وأبدعن فيها مثل النجارة والسباكة وحتى المأذونية ولم يلتفتن لانتقادات المجتمع أو هدم ثقتهن فى أنفسهن مما يؤكد أن السيدة المصرية لا نظير لها بين السيدات.


وحول رأيها فى قيادة المرأة لقطار المترو قالت: «لا تعد تلك الوظيفة صعبة على المرأة إذ قادت الطائرة والسفينة وحتى سفن الفضاء دون أن تخاف أو يتملكها الرعب»، مؤكدة أن إعلان الشركة الفرنسية عن طلبها سيدات مصريات دليل دامغ على السمعة الطيبة للمرأة المصرية وقدرتها على التفانى فى عملها.


أما نرمين نايل، موظفة، فتقول: إننا نعيش حاليا عصر المساواة بين النساء والرجال فلم يعد هناك تمييز فى الأعمال والدليل إعلان المترو الأخير عن طلبه سيدات للعمل فى القيادة، كما أن المرأة لم يعد يسيطر عليها الخوف من لوم المجتمع أو انتقاداته خاصة بعد النجاح الذى تحققه فى كل عمل تخوضه.
وتشير نرمين، إلى أن الرئيس السيسى أعطى للمرأة كافة السبل كى تدخل بالمهن الصعبة ولم يتوان عن تشجيعها، حتى أن الأعمال التى تحتاج لقوة جسمانية كبيرة أثبتت المرأة نجاحا بها ودربت نفسها على القيام بها دون مساعدة من الرجال، مؤكدة أن المصرية لديها إرادة عالية ومثابرة على النجاح.

«لقاء» ميكانيكية من الصعيد الجوانى

اقتنصت لقاء، اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكرمها فى مؤتمر الشباب بأسوان، أمام حشد كبير من الرجال والشباب، حققت حلمها فى تنظيم دورات تدريبية لتعليم الفتيات فن الميكانيكا ومهارات تصليح السيارات بموافقة من الرئيس، وخصص ميزانية من صندوق «تحيا مصر» ليخرج مشروعها إلى النور فى تحد كبير لعادات المجتمع وتقاليده، إنها لقاء الخولى بنت الأقصر وذات الستة والعشرين عاما، اتقنت مبادئ ميكانيكا السيارات من والدها الذى آمن بموهبتها ومهاراتها ففتح لها الباب على مصراعيه ودربها فى ورشته الصغيرة لتصبح أول ميكانيكى سيارات فى مصر.


لا تعبأ لقاء باتساخ ملابسها من زيوت السيارات وعوادمها، ترتدى سروالا فضفاضا وقميصا رجاليا وتستبدل العطور النسائية بروائح الزيت والبنزين النفاذة التى تعشقها منذ صغرها، حققت شهرة كبيرة جعلتها تحصل على دورات تدريبية فى كبرى مراكز السيارات فى العالم فضلا عن تكريم لبنان لها باعتبارها من الشابات الملهمات.


يلقبها الكثيرون بالأسطى «بلية» لبراعتها الفائقة فى تصليح السيارات المستعصية، لا تخجل من النوم تحت السيارات لفحصها وفك إطاراتها، اكتسبت الكثير من الزبائن خاصة الرجال الذين بدءوا فى تشجيعها والإيمان بمهاراتها.
 

خبراء: القيادة السياسية تشجع المرأة على العمل

تقول الدكتورة هالة حماد، أستاذ الطب النفسى، إن عمل المرأة الشاق يعتبر تحديًا للمجتمع ورهانا على نجاحها فى اجتياز الأعمال الرجالى خاصة إذا كانت تسعى لكسب قوت يومها وتوفير الرزق الحلال لأبنائها فنسبة الأمهات المعيلات زادت مؤخرا بنسب كبيرة، إضافة إلى أن عملها هو دليل دامغ على قدرتها على الانتصار وإثبات ذاتها، مُشيرة إلى أن المرأة تمتاز بقدرة فائقة على موازنة الأمور والجمع بين عملها الخاص وأعمالها المنزلية مقارنة بالرجل، وهذا ليس غريبا عليها فكفاح السيدة المصرية معروف منذ قديم الأزل وصفحات التاريخ تمتلأ بالكثير من النماذح الإيجابية لسيدات غيرن وجه التاريخ مؤكدة أن عملها يعطيها إحساسا بالمسئولية وينهى شعور الخجل الذى من الممكن أن تشعر به أحيانا.
الدكتور محمود راغب، أستاذ علم الاجتماع، يقول: إن المجتمع امتلك وجهة نظر سلبية قديما عن عمل المرأة وكان يوصمها بوصمات خاطئة ولكن مع مرور الوقت ونجاحها فى أعمال الرجال ساهم فى تغيير النظرة المجتمعية المصاحبة لذاك العمل، وبالطبع فإن اهتمام القيادة السياسية بهن أكد ذلك وأعطى المرأة إحساسا بالانتصار والفخر كما شجعها على مواصلة عملها دون خوف، ويرى أن النساء والرجال لديهم نفس القدرات والإمكانيات لأداء الكثير من الأعمال ولكن الفارق فى المثابرة ومواصلة العمل دون كلل أو ملل.
 

الست «إيفا» حضرة العمدة

نجحت العمدة إيفا فى تغيير الصورة النمطية عن العمدة ذاك الرجل ضخم الحجم، حاد النظرات ذو الشنب الغليظ، وباتت عمدة ترتدى أحدث الملابس وتتمتع بصوت أنثوى ناعم وجسد رشيق رغم سنوات عمرها السبع والستين، خاضت حربا شرسة مع ستة مرشحين رجال على منصب العُمدية وفازت به عن جدارة، اكتسبت حب وتشجيع أهل بلدتها فى ديروط بأسيوط جعلها تتربع على عرش المنصب لمدة ستة أعوام كاملة، سارت على دربها الكثيرات من السيدات فاقتنصن منصب العُمدية فى الشرقية وكفر الشيخ، وأصبحت إيفا رمزا للصمود وتحدى المجتمع ورجاله التقليديين.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة