فاز فريق الداخلية واحد/ صفر علي الصحفيين.. الداخلية تقدم بهجمة مفاجئة.. فشلت معها الهجمة المرتدة للصحفيين.. وخرجت الكرة للجماهير.. ولا أعلم إذا كانت هناك مباراة عودة أم لا؟

بعد أكثر من أسبوع علي أزمة الصحفيين ووزارة الداخلية، أستطيع أن أري الموقف بشكل أوضح وأقرب.. بعد أن فك اللغز نفسه بنفسه.
شيء غريب أن تري نفسك في أزمة ممنهجة ومدروسة بدقة.. ولكن الشهادة لله أنك من أعطيت الفرصة للطرف الثاني للانقضاض عليك، والاستمرار في الانقضاض عليك بمعالجة ساذجة مكنته منك وجعلتك تتسول الصلح والاعتذار.
فهل من المقبول أو المنطقي أن تقدم كل التنازلات وتطلب من الطرف الآخر الذي أعلنت بنفسك أنه انتهك حرمتك وكرامتك، وتقول له والنبي أعتذر.. أعتذر علشان أحفظ ماء وجهي.. ويرد أنت اللي بدأت وزي ما طالبت بإقالتي ، أطالب بحل مجلسك «مجلس نقابة الصحفيين»، ويتم وضع الطلبين مقابل بعضهماالبعض علي طاولة واحدة، تتنازل فيها نقابة الصحفيين عن كل طلباتها، وتبدأ من جديد، وتضيع آخر فرصة لها بتأجيل اجتماعها الذي أعلنت عنه الاسبوع الماضي وكان مقررا له الثلاثاء أول أمس. وتقبل بدون أي مكاسب تفاوضية الحل الذي فرضته عليك الحكومة منذ اليوم الأول، وهو ظهور مجلس النواب في المشهد متمثلا في رئيس لجنة الإعلام ، سواء استدعاه رئيس الوزراء في اليوم التالي لاندلاع الأزمة، أو كما أعلن أنه تطوع من تلقاء نفسه - النتيجة واحدة.. فالهدف هو تبريد الموقف وتفريغه من مضمونة.
رئيس لجنة الاعلام تضامن مع الحكومة منذ اليوم الاول وأخذ يُخطّئ نقابة الصحفيين في موقفها ويقلل من مشروعية الجمعية العمومية ، وحينما سئل عن الانتهاكات التي تعرض لها الزملاء الصحفيون في الطرق المؤدية للنقابة من المواطنين الذين أطلق عليهم «المواطنون الشرفاء»، يقول «أنا كنت مرعوب من سقوط شهداء ومصابين».. أي منطق تتحدث به يا وسطة التهدئة، أبهذا الاسلوب أنت تهدئ، وتنقل حديثا دار بينك وبين نقيب الصحفيين خلف الابواب المغلقة، قال لك فيه علي حد تصريحك «أنه يرفض لقاء وزير الداخلية لأنه خايف الشباب يكلوه».. وبعد ما مُزقت النقابة والنقيب وضاعت كل الفرص للحصول علي شكل كريم يحفظ كرامة الصحفيين وحريتهم للدفاع عن الحريات وحقوق المواطنين .. أنبرت بعض برامج الفضائيات المشبوهة في رسم سيناريو الخلاص من مجلس النقابة الذي تجرأ وطالب بإقالة وزير الداخلية.
مع العلم انني ضد الزج باسم الرئيس السيسي في هذا الامر أو حتي مؤسسة الرئاسة، إلا أنني احترم عشم الصحفيين بتدخله التطوعي لحسم الأمر من البداية، خاصة ان الفرصة لم تفت حتي الآن ومازلنا في انتظار تدخله لحفظ كرامة الصحفيين التي تاهت في لجان الوساطة.
أقول وبصدق أنه حدث شق في صفوف الصحفيين ولا أعفي مجلس النقابة والنقيب من شق الصف، لان مجلس النقابة حينما علا سقف المطالب والقرارات لم يمتلك الآليات لتحقيقها، وفي نفس الوقت أنجرف وراء الدعوات الكاذبة للتهدئة، التي فوتت علي مجلس النقابة فرصة تنفيذ الحد الادني لقرارات الجمعية العمومية.. وتاه المجلس ما بين وفود تجيء ووفود تروح، ووقع البعض في فخ اجتماع عقد بالاهرام التي تراجعت عن موقفها وقدمت قربانا للصلح مع الداخلية في اجتماع لبعض الصحفيين القدامي الذين تم لفظهم من الجماعة الصحفية أعقاب اندلاع ثورة يناير وعادوا ليقولوا نحن موجودون تحت الطلب مثلما كنا نفعل أيام نظام مبارك، ناسين أن الزمن لن يعود للوراء، وان اجتماعا ضم علي أقصي تقدير ٢٠٠ صحفي، لن يتماثل مع جمعية عمومية جمعت آلاف الصحفيين.
النتيجة التي خرج بها اجتماع الاهرام أنه شق الصف الصحفي بالفعل، وجعل الجميع يتهم بعضه البعض بالعمالة..
الحضور من الصحفيين أصبحوا متهمين في صحفهم بالعمالة، وحتي أعضاء مجلس النقابة الخمسة الذين نصب لهم كمين لحضورهم لهذا الاجتماع للتوصل لحل، اتخذوا منهم ذريعة للحصول علي شرعية لتمثيل مجلس النقابة ، وعودتهم إلي النقابة ليواجهوا اتهامات بالعمالة والخيانةأيضا.. مشهد غريب انشق فيه الصف وتاهت النقابة، وحتي لجنة مجلس النواب انحازت للداخلية التي أصبحت تملي شروطها وتقول وقت الصلح عدي وفات.. وأنت من ضيعت علي نفسك الفرصة، كان من الأول.
لجنة مجلس النواب تقول ستجلسون مع المتحدث باسم الوزارة ، كفاية عليكم ولا تتحدثون في أمور فاتت، تحدثوا عن المستقبل ، يعني اللي فات مات.
عزيزي الصحفي لما تهون عليك نفسك أوعي تحزن لما تهون علي الآخرين..
اعزائي الصحفيين.. أوعوا تكونوا فاكرين أن أنتم لسه ليكم قضية.. الواقع يؤكد أن النقابة تحت الحصار.. وأن الجميع تخلي عن بعضه البعض وإذا كان المستقبل غامضاً فالواقع واضح أنه مرير.
شكرا