كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حقوق الإنسان ومداخلات الرئيس

كرم جبر

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 07:04 م

"إزاى نحول كلامنا لممارسات فعلية"؟

سأل الرئيس وهو يضرب مثلاً بالطفل الذى ترك أسرته وذهب إلى السلوم، استعداداً للهرب إلى إيطاليا لأنه "معندوش أمل فى بكرة ورايح يستفيد من القوانين الموجودة فى إيطاليا".

طرق الرئيس بشدة قضية الوعى وصناعة الأمل، فاليأس هو الذى يولد الإحباط، ويجعل الحياة سوداء فى عيون اليائس، فيقدم على الهروب أياً كان نوعه، سواء بالاغتراب فى الداخل أو مخاطرة الموت بحراً.

لم يصل هذا الطفل إلى الطريق المسدود، إلا عبر محطات سلبية، جعلت فرص الحياة تضيق فى وجهه، ولم يبادر الإعلام بكافة صوره ولا المدرسة ولا المسجد ولا الأسرة ولا القرية، بتسريب شعاع من النور يجعل الحياة فى أرض الوطن - مهما كانت الصعوبات - أفضل من معسكرات اللاجئين أو مواجهة خطر الموت فى البحر.

صناعة اليأس فى أن تعيش أسرة كاملة فى غرفة واحدة، الأب والأم والأولاد وأحياناً الجدة والأخت، فتصبح حقوق الطفل فى حياة كريمة مجرد كابوس ثقيل، والتحدى الكبير هو استعادة الحياة الآدمية لنصف سكان مصر، فمن حقهم أن ينعموا بخيرات بلدهم وأن ينالوا حقوقهم المشروعة.

مداخلة الرئيس أثناء عرض "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" نفذت إلى الجانب الآخر من الحقوق الكائنة على أرض الواقع، وتجسد استراتيجية المعايشة.

زواج القاصرات، فتنجب الطفلة أطفالاً، وتتعقد المشاكل الصحية والحياتية، وكان ضرورياً أن يتدخل التشريع، وأن يفرش المجتمع الطريق إلى نجاحه، لنحمى أمهات المستقبل من اغتيال المستقبل.

بعض الأفكار المتطرفة تشد فى اتجاه معاكس، وتمهد العقول بتحبيذ السعى إلى زواج القاصرات، مع أن المشكلة هى ارتفاع سن الزواج والعنوسة، وليس وضع بنت صغيرة على مقصلة الزواج المبكر.

فى دول الجوار تحركت الشعوب بحسن نية أو بسوء نية لتدمير بلادها، على أمل أن التدمير سيؤدى إلى حياة أفضل، ولكن التجربة المصرية تقدم النموذج الذى تتطلع إليه الشعوب التى هدمت أوطانها.

دولة أصبح شعبها مهاجراً وموزعاً بين الدول: مليونين فى الأردن ومليونين فى لبنان ومثلهم فى تركيا، لمدة تتجاوز عشر سنوات، بمعنى أن الأطفال الصغار الذين ولدوا فى خيام اللاجئين، لن يجدوا فى الحياة أملاً ولا مستقبلاً، إلا المرارة واليأس، وكان الله حافظاً لمصر، فلم يعانِ شعبها ويلات التشرد واللجوء.

قانون الأحوال الشخصية من القضايا الساخنة التى طرحها الرئيس، وتحبيذ توثيق الطلاق لحفظ حقوق المرأة التى تم انتهاكها على مدى سنوات، والمنتظر من القانون أن يعالج الأخطاء ويسد الثغرات ويسير على هدى شرع الله، ويسد الطريق على الممارسات الخاطئة التى تُنسب للدين وهى بعيدة عنه كل البعد.

الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان حدث غير مسبوق فى مصر، لأنها تضع خارطة الحاضر والمستقبل، وفى القلب قضايا الواقع المصرى التى طرحها الرئيس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة