جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

مصر الريادة .. لبداية ونهاية أيديولوجية وفكر .. الإرهاب الإخوانى

جلال دويدار

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 07:07 م

كما هو معروف فقد كانت بداية خروج جماعة الإرهاب الإخوانى إلى الوجود .. من مصر ومن مدينة الإسماعيلية بالذات عام ١٩٢٨ . فى نفس الوقت  كانت نهايتها أيضا من مصر على يد ثورة ٣٠ يونيو   الشعبية عام٢٠١٣ .
هذه البداية كانت موصومة حيث إن تأسيسها تم بواسطة حسن البنا اعتماداً على مساعدة قُدمت إليه قدرها ٥٠٠ جنيه من إدارة قناة السويس الإنجليزية. جاء ذلك بتوصية من قوات الاحتلال الإنجليزى  بهدف التصدى لشعبية حزب الوفد الجارفة .
هذه الخطوة كانت ترتكز على إيمان المستعمر بتأثير الدين على توجهات الشعب المصرى . اتصالاً كانت هذه الاستراتيجية تفعيلاً للمقولة الاستعمارية بأن الدين أفيون الشعوب .
من الإسماعيلية بدأت هذه الجماعة الانتشار اعتماداً على التغلغل فى الأوساط التعليمية والدينية إدراكاً لما لذلك من تأثير وتسلط على النشء. يضاف إلى ذلك التواجد بالمناطق الريفية من خلال الخدمات الاجتماعية والتخفى وراء الدعوة الدينية. استنادا إلى أن هذه الأيديولوجية تحقق تسللها وتواجدها فى الدول العربية . تحقق ذلك على يد منتميها أعضاء  البعثات التعليمية المصرية الموفدة إلى الدول العربية .التنظيم استند على السرية القائمة على تشكيلات الخلايا العنقودية ونظام واسع لجمع الاشتراكات والحصول على المعونات تحت ستار نشر الدعوة  الإسلامية وتقديم المعونات الإنسانية .
 اتخذ من الانتشار وسيلة لإقامة العلاقات المريبة مع الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية خاصة البريطانية . هذه العلاقة كانت ركيزته فى الحماية والرعاية والدعم والمساندة وصولا إلى مقاليد الحكم. لتحقيق ذلك جرى استغلال الغضبة الشعبية فى مصر والتى كانت وراء أحداث ٢٥يناير ٢٠١١ . تم استخدام هذا الدعم الخارجى بقيادة إدارة أوباما بالولايات المتحدة وعملائها لتحقيق سطو الجماعة الإرهابية على مقاليد الحكم . تم ذلك بالضغط والتزوير والتضليل والإرهاب . ونتيجة للفشل والإدارة التخريبية  الداخلية والتوجهات السياسية التآمرية المريبة  اندلعت الثورة الشعبية المليونية العارمة التى انتهت بإسقاط الحكم الإخوانى .
حاول التنظيم من خلال الاعتماد على طبيعته  الإرهابية وممارسة عمليات القتل والاغتيال استعادة وجوده رغماً عن إرادة الشعب . التصدى والإصرار  الشعبى بمساندة القوات المسلحة وقوى الأمن تحالفت وتمكنت بمباركة المولى عز وجل من إنقاذ الوطن حيث كانت نهاية الجماعة وفلولها . من هذا المنطلق أعلن الرئيس السيسى الحقيقة عندما وصف الإخوان بأنهم العنصر الذى ظل ينخر فى جسد مصر على مدى ثمانين عاماً . جاء ذلك ضمن كلمته بمناسبة إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان .
من ناحية أخرى وانطلاقاً من الريادة المصرية وتأثيراتها التاريخية على محيطها العربى بدأ الوجود الإخوانى وعلى ضوء الفشل والانحراف واكتشاف  حقيقته التخريبية والتآمرية .. يتساقط فى الدول العربية الواحدة تلو الأخرى . بعد سقوطه فى مصر  سقط فى السعودية ودول الخليج وتونس والجزائروسورياوأخيراً فى المغرب بينما ليبيا فى الطريق .
ليس هذا فحسب وإنما وبعد اكتشاف بعض دول الإيواء أنه خطر على مصالحها  .. دفعها ذلك إلى اتخاذ خطوات تقييد نشاطها والخلاص من وجودها . وهكذا وكما كان لمصر الريادة فى ظهور تنظيم جماعة الإرهاب الإخوانى كان لها الريادة أيضا فى وضع نهايته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة