وزراء البترول والطاقة فى مصر والأردن وسوريا ولبنان أثناء الاجتماع الأخير بالعاصمة عمان
وزراء البترول والطاقة فى مصر والأردن وسوريا ولبنان أثناء الاجتماع الأخير بالعاصمة عمان


وصول الغاز المصرى للبنان.. اصطياد أربع عصافير بحجر واحد

أسامة عجاج

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 08:54 م

 

لعل إعلان وزراء البترول والطاقة فى الدول الأربع توصيل الغاز المصرى إلى لبنان عبر كل من الأردن وسوريا أحد الأخبار السعيدة وسط أزمات وتحديات تواجهها المنطقة العربية، ويمثل بارقة أمل فى استعادة التعاون الاقتصادى العربى على مستوى غير مسبوق الإعداد للخطوة والبحث فى تنفيذها وآليات ذلك استمر أسابيع بين مباحثات مصرية لبنانية خلال زيارة سعد الحريرى إلى اللقاء ولقائه مع الرئيس مبارك فى ١٤ يوليو السابق، كما جرى بحث الأمر فى لقاءات الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، إلى واشنطن وموسكو ولقائه مع الرئيسين بايدن وبوتين، وكانت القضية مطروحة ضمن ملفات عديدة، وكان الإعلان عن الانفراجة الأولى فى الاتصال الذى تم فى ١٩ أغسطس الماضى بين السفيرة الأمريكية فى بيروت مع الرئيس ميشال عون.
وحقيقة الأمر أن الأمر يُمثل نجاحًا فى تحقيق عدد من الأهداف أو اصطياد أربعة عصافير بحجر واحد، ويمكن رصدها فى الآتى:
أولًا: التوصل إلى حل مثالى ودائم لأزمة المحروقات فى لبنان، والذى يعيش فى معاناة نتيجة الانقطاع شبه التام للكهرباء منذ يوليو الماضى، والذى توافق معه رفع متكرر للأسعار بعد رفع الدعم الجزئى للدعم، بعد إعلان البنك المركزى عدم قدرته على تمويل واردات الوقود وتركها لأسعار السوق، والتى أثرت على جميع مناحى الحياة فى مجالات الرعاية الصحية، وتوافر مياه الشرب، حيث حذرت منسقة الشئون الصحية للأمم المتحدة فى لبنان نجاة رشدى من وصول الأمر إلى كارثة إنسانية، مشيرة إلى أن الوضع يزداد سوءًا خاصة أن نقص الوقود يهدد توفير الخدمات الصحية والمياه فى أنحاء لبنان خاصة مع الأزمة التى يواجهها القطاع الصحى نتيجة تقلص خدمات المستشفيات العامة ووقف شركة الكهرباء إمداداتها لشركات المياه ومعالجة الصرف الصحى، مما يؤثر على حياة أربعة ملايين لبنانى.
ثانيًا: قطع الطريق على الاستثمار السياسى الإيرانى عبر حزب الله للأزمة، حيث كان الإعلان عن تزويد إيران بشحنات ثلاث من النفط على لسان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، فى يونيو الماضى، متجاوزًا الدولة اللبنانية وتهميشها تمامًا فى رسالة للبنانيين بأن حل أزمته تأتى من خلال ارتباطات حزب الله مع إيران، رغم أنهما معًا يدركان حجم المخاطر التى تتعرض لها الدولة اللبنانية إذا قبلت ذلك، خاصة أن هناك حظرًا دوليًا على بيع النفط الإيرانى وعقوبات فى الانتظار سيتم فرضها على لبنان، نتيجة القرارات التى تمت إعادة العمل بها فى عام ٢٠١٨، مما دفع الحكومة اللبنانية إلى عدم الرد على العرض الإيرانى، حيث إنه فى نهاية الأمر يمثل مناورة سياسية لن تثمر عن حل للمشكلة التى يتعرض لها لبنان.
ثالثًا: إيجاد ثغرة فى نظام العقوبات الأمريكية ضد سوريا، وقد تكون خطوة فى وقفها، وإعادة تعويم سوريا عربيًا، ولعل فى حقيقة الأمر أن دمشق قد تكون فى مقدمة الدول التى استفادت من توقيع الاتفاق، حيث نجح الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، فى إقناع الرئيس الأمريكى باستثناء مشروع مد الغاز المصرى إلى لبنان عبر الأردن وسوريا من قانون قيصر للعقوبات، كما أن نجاح الحكومة السورية فى الالتزام بالاتفاق يمكن أن يسهم فى تقديم نفسه كحكومة مسئولة وقادرة على الدخول فى اتفاق إقليمى ودولى، مما سيكون له دور فى رسم مستقبل النظام فى سوريا، ناهيك عن إعادة العلاقات الرسمية السورية اللبنانية إلى سابق عهدها منذ عام ٢٠١١، والتزام كل الحكومات اللبنانية منذ ذلك التاريخ بسياسية النأى عن النفس تجاه الوضع السورى، حيث زار دمشق وفد رفيع المستوى يضم نائبة رئيس الحكومة ووزيرة الدفاع فى حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، ووزير المال ووزير الطاقة ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
رابعًا: الاتفاق الرباعى يُمثل إعادة إحياء مشروع خط الغاز العربى بعد توقفه فى عام ٢٠١١، وتشير المعلومات إلى أن الخط تم الاتفاق على إنشائه عام ٢٠٠٠، وبدأ العمل فيه بالفعل عام ٢٠٠٣، ومقرر له أن يصل طوله إلى ١٢٠٠ كيلو متر بتكلفة مليار و٢٠٠ مليون دولار؛ لنقل عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، ويبدأ فى مصر، وقد تم تنفيذ ثلاث مراحل من الأربعة التى يشملها المشروع، وهى التى تخص مصر والأردن وسوريا، وكانت أحداث الربيع العربى فى عام ٢٠١١ عاملًا فى توقف المشروع تمامًا؛ نظرًا لحالة عدم الاستقرار فى المنطقة خاصة فى سوريا، ورب ضارة نافعة، فلعل أزمة لبنان كانت الدافع الرئيسى لإعادة إحياء المشروع.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة