بعد ليلة طويلة موجعة، تعج بماتحمله برامج التوك شو، من النفاق الفج، والكذب المفضوح، وبينما أتهيأ للنوم مع الساعات الأولى من صباح أمس، صدمنى خبر الحادث الإرهابى الذى استهدف سيارة شرطة يستقلها أبطال شجعان كانوا فى مهمة أمنية فى حلوان. رجال يحملون أرواحهم على أكفهم، لتوفير الأمان والراحة والاطمئنان لنا. أفقت من حالة التسمر التى أصابتنى، لأبحث فى المواقع الألكترونية والفضائيات علنى أجد تكذيبا للخبر، الا ان التفاصيل زادت من أحزانى، خاصة بعد نشر أسماء الشهداء التى أتشرف بإعادة نشرها وهم :ملازم أول محمد حامد إبراهيم أبوعبيد و أمناء الشرطة :عادل مصطفى محمد عبدالرحمن وصابر أبو ناب مرسى محمد وداوود عزيز فرج داوود وأحمد إبراهيم عبد اللاه ورقيب الشرطة علاء عيد حسين ضيف الله وعريف الشرطة أحمد مرزوق بيومى قطب خميس ومساعد الشرطة أحمد محمود حامد إسماعيل. أسماء ستظل فى قلوبنا، نبراسا للمضى قدما، على طريق يبدو أنه طويل، لمكافحة الإرهاب الأسود ودحر المجرمين الضالين.
أرواح طاهرة، نحتسبها ان شاء الله شهداء، أزهقت برصاص ثلة من الخونة. مايلزمنا جميعا بمطالبة البرلمان، بتعديل القوانين والتشريعات المعمول بها، بمايكفل تحقيق العدالة الناجزة. فلايمكن تحمل استمرار المشهد المأساوى، الدماء النقية الطاهرة تسيل، بينما القتلة يمرحون ويتشفون حتى لو كان ذلك فى السجون. القصاص العادل السريع، هو الوسيلة المثلى، لتحقيق حلم مصرى مسالم، فى وطن آمن مستقر، خال من خفافيش الظلام.
قد تكون سطورى مجرد كلمات تقطر بالألم والمرارة، لكنه أضعف الإيمان الذى يحمل ايضا الأمل لأهالى الشهداء، فى قصاص يبرد نيران قلوبهم وقلوبنا.