أبكانى استشهاد رجال الشرطة الثمانية فى حلوان فى العملية الإرهابية الخسيسة، مشهد مؤثر للغاية خاصة فى حجم الغدر الذى احتواه وذلك الغل الذى أظهره الجناة فى كمية النيران التى تم تصويبها نحو أجساد الرجال رغم ان طلقة واحدة كانت كفيلة بذلك. أترك الأمر للتحقيقات وللثأر الذى أكدت أجهزة الدولة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى انها ستحصل عليه. الحادث ليس الأول وندعو الله أن يكون الأخير ولكن هناك من الأمور ما يجب ان نقف عليها بدقة قد تحدد مسارات عديدة فى التحقيقات وتثيرها مشاهد الحادث الرهيب أولها ذلك التصريح الذى جاء على لسان الجناة وضمنوه البيان الذى زعموا إصداره باسمهم من انهم رصدوا تحركات المجنى عليهم وان المعلومات تخرج من مكاتب الداخلية وبداية أقول ان ذلك فى رأيى قد يكون مجرد ادعاء هدفه اثارة البلبلة وضرب الشرطة وتشكيكها فى رجالها ونفسها ولكن ولو لواحد فى المائة، أرجو ان تكون لدينا وأعتقد أن الشرطة لن تغلب فى ذلك القدرة على كشف كذب هذا الادعاء أو تأكيده لانه قد يكون مفتاح الكثير مما يحدث ونشاهده خاصة بعد واقعة الدكش وعصابته وتورط بعض رجال الأمن فى التعاون معه وهو ما يحتاج إلى ألف وقفة ووقفة وان كان ذلك لا يؤثر فى الثوب الأبيض والتضحيات التى يقدمها هؤلاء الرجال الذين يواجهون بصدورهم الخطر كل الخطر سواء فى الإرهاب أو مقاومة المخدرات وما شابه، الأمر الثانى هو اننا لا نتعلم من الدروس السابقة ونكرر نفس اخطائنا رغم كل التنبيهات والتحذيرات فقد صرخنا وصرخ غيرنا بضرورة عدم تجميع الأفراد سواء من مراكز القيادة أو حتى كأفراد عاديين فى مجموعات واحدة نحشرهم حشرا داخل سيارة أو طائرة، حدث هذا فى حادث طائرة المشير بدوى وزير الدفاع فى عام 81 عندما تحطمت الطائرة الخاصة به وعليها 11 من قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورغم التحذير تكررت ولكن الله ستر فى سفر فرق الزمالك والأهلى والمقاصة منذ شهرين على طائرة واحدة إلى اثيوبيا وهم كل نجوم مصر والله سلم ولكننا لم نتعلم الدرس وكذلك فى تلك الحادثة التى قد يعتبرها البعض بسيطة ولكنى أراها غير ذلك بالمرة وهو ما نبهنى إليه شقيقى اللواء نادر الوكيل العام للجوازات السابق من ان الضابط والأمناء الذين تم استهدافهم ويمثلون مباحث حلوان هم العقل المفكر للأمن على مستوى حلوان كلها وهم عدد ليس بالقليل كل منهم يعرف منطقة كاملة بمن فيها ومن يعيش عليها ولذلك كان استهدافهم جميعا بحق وللأسف ضربة موجعة لا يمكن ان ننكر أثرها العنيف فكم من الوقت سيطر هؤلاء الابطال على الموقف وكم حصلوا من المعلومات فوق المعلومات حتي يحققوا الأمن وكانت عملية مراقبتهم واستهدافهم مطمعا للجماعات الإرهابية، كم من الوقت نحتاجه حتى نقوم بتدريب غيرهم ليسيطروا على الموقف من جديد؟ وقت طويل قد يجعل القتلة يعيثون فسادا أكثر فى المنطقة.
أما الأمر الثالث وهو ما قاله شهود العيان الذين تصادف وجودهم فى المكان سواء للسكن أو مرورا بالمنطقة حيث أوضح احدهم فى اتصال هاتفى لاحدى الفضائيات ان سيارة الميكروباص التى كانت يستقلها الضحايا بأرقامها معروفة لدى الجميع فى حلوان وعلى مدى فترة زمنية كبيرة حيث كانوا يتحركون بها فى كل ارجاء المدينة وهو ما يسهل عملية رصدها بسهولة. ألم يكن من الأفضل الأ يكون الثمانية فى سيارة واحدة سهل اصطيادها؟ ماذا يضيرنا لو كانوا فى سيارتين أو ثلاث مثلا كل منها تراقب الأخرى لحمايتها حتى يسهل لها التعامل مع أى هجوم.. الجناة وجدوا صيدا سهلا كل رجال المباحث داخل ميكروباص كالقفص فكانت الضربة شديدة.
رحمة الله على الشهداء ولكن الا نتعلم من الدروس حتى لا نفقد رجالا نحتاجهم؟