أنا الكلمة والورقة والقلم.. شاهد على الأحداث مثل العلم.. قد تجدنى تارة بين الشجر وتارة أخرى وسط الجبال أو بين طيات التراب وقد ترانى شعلة نشاط وسط اللهيب.. أنا لا أتروع ولا أهيب.. نزع الله الخوف من قلبى ودائماً أسير عكس الاتجاه خطواتى تذهب نحو الصعاب إلى الزلازل والحرائق والبراكين الكل يفر ناجياً بعمره إلا أنا دائماً إلى بؤرة الحدث أسير لأوثق وأكشف التفاصيل.. أنا الخبر.. تنقش أناملى حروفاً تصنع التاريخ وتدون الأعراف والقوانين.. يموت الجميع وتحيا كتاباتى فى مماتى يدوى ضجيجها بعلو الصوت حين يعم السكوت.. أعلمت من أكون أنا؟.. أنا الصحفى
«الصحافة فين السرقة أهى.. الصحافة فين الغش أهو.. الصحافة فين الظلم أهو» تلك هى الهتافات التى اعتادنا سماعها مع كل كارثة فى البلد لذلك أود أن أقول لكل من تطاول... أنا الصحفى الذى يكشف ملفات الفساد والرشوة والاتجار بالغلابة.. نعم أنا صحفى «الغلابة» وهذا يشرفنى آذانى لهم ستظل صاغية وسأظل أدافع عن حقوقهم وسيظل صدرى نافذة لهمومهم وسأظل أزرع الأمل بهم حتى وأنا فى شدة يأسى لذلك.. عزيزى المواطن يجب أن تعلم إننى حين أنادى بحرية الصحافة فهذا من أجلك أنت فحرية الصحافة ليست حريتى أنا فى الكتابة بل هى حقك أنت فى المعرفة، فنحن لا ندافع عن أشخاص كما يدعى البعض ولكننا ندافع فى المقام الأول عن صورة بلدنا أمام العالم.. بأى عقل تُقتحم النقابة المصرية التى تمثل قلعة الحريات تزامناً مع اليوم العالمى لحرية الصحافة!.. أنا صحفى قد لا أملك مالاً ولا جاها لكنى دائم الشعور بالثراء طالما أملك حبر قلمى.. قوتى فى كرامتى وشموخى فى كلمتى وعزتى وإن أصبحت العزة «ريشة» فى هذا الزمان.. إذن فلنقولها بعلو الصوت جميعاً «أيوة أنا على راسى ريشة».. ولكن فى قلوبنا «خنجر» اصابنا منذ سماع خبر استشهاد ٨ من حماة الوطن، فمهما اختلفنا لن ننسى أن الدم واحد.