بورتريه ذاتى لمالينا
بورتريه ذاتى لمالينا


«مالينا» و«شمسيه» تلهبان الجدران بجرافيتى لنصرة المرأة الأفغانية

أخبار الأدب

الإثنين، 13 سبتمبر 2021 - 02:48 م

لسنوات متتالية ورغم عمرهما الصغير تميزتا الشابتين الأفغانيتين « مالينا سليمان» و«شمسيه حسانى» فى فنهما الجرافيتى فى الرسم على جدران الشوارع .. واحتلتا مكانة هامة فى هذا الفن الصعب فى بلد مثل أفغانستان .. وتغلبتا لسنوات بشجاعة على التهديدات  التى تطاردهما وقدمتا فنهما الجرافيتى بجرأة فى «كابول» و«قندهار» ألهبتا به جدرانهما معبرتين عن المشاكل التى تواجه جيلهما وخاصة الفتيات والنساء الأفغانيات واعتراضاً ونُصرة لما يُصيب المرأة الأفغانية من قهر وحرمان من حريتها  فى ظل حركة «طالبان »..


«شمسيه» ترسم جدران نصرة المرأة

فنانة الجرافيتى الشابة الشهيرة شمسيه سليمانى  ظهرت كأول فنانة جرافيتى فى شوارع أفغانستان كمتحدثه بفنها عن حقوق المرأة فى «كابول» .. ولتثبت أن الفن أقوى من الحرب ومن الصوت العالى للصراع خاصة الصراع القهرى الجمعى تجاه المرأة وتحويلها إلى كائن تابع أسير بلا حول ولا قوة .. ورغم أن الفنانة وُلدت فى إيران لأبوين أفغانيين إلا أن ارتباطها بوطنها الأم أقوى من مكان مولدها .. فحين عادت أفغانستان عام 2005 تابعت تعليمها فى الفنون الجميله جامعة «كابول» .. ونزلت بفنها ترسم جدران صارخه فى العاصمه المعقدة المتضاربة .. ولتقيم ورش عمل لتعليم الجرافيتى من رسم وكتابة..  وإستمرت ترسم لدفع المرأة للحصول على حريتها وكسر قيودها وساعدها أن رسوم الشارع يراها أكبر عدد ممكن من النساء لأنهن لا يذهبن لمعارض الفن .. وتقول فى أحد أحاديثها إنها وهى ترسم فى الشارع تصاب بالقلق طوال الوقت بشأن مشاكل أمنية ولا يمكنها توقع ماذا سيحدث لها بين لحظة وأخرى ..

شمسيه ومع جداريتها
 من أعمالها جداريات لنساء مرتدين البراقع فوق رؤوسهن وعيونهن .. ويبدين من وقفتهن كأنهن سيسقطن فهن لا يستطعن الرؤية .. والفنانة ترمز بعدم استطاعة الرؤية إلى تعذر رؤية أو توقع مصيرهن فى الحياة .. كذلك رسمت فتيات صغيرات وضعت فوق شفاههن أسلاك كممتها فعجزن عن الكلام .. وفتيات رسمتهن يوقدن شموع لكنها تسقط أرضاً  أو يحملن آلات موسيقية يحاولن العزف والتمسك بها أمام  وفى مواجهة قهر الرجال .


«مالينا» .. ترسم المرأة الأفغانيه كمومياء

منذ 2012 وحينها بلغت مالينا سليمان 23 عام قدمت جداريتها الضخمه فى مدينة «قندهار»  فى جداريات ضخمه أظهرت عجز المرأة وتقييدها جسديا ومعنوياً حتى تتحول روحها إلى هيكل عظمى فى كثير من جدارياتها .. ولها جدارية دموية لمشهد جثث متفحمة وجدران ملطخة باللون الأحمر كمشهد مروع إسالة الدماء للتعبير عما يحدث فى بلدها من تفجيرات .. وأحدثت رسوماتها الجدارية موجات من الغضب فى العاصمة كاندهار  وتلقت تهديدات من طالبان تبعا مواجهة والدها لحوادث عنف  .. ولم ترسم الفنانة «مالينا» الفن الجرافيتى فقط بل عملت على الفن المفاهيمى والنحت .. وكان من منحوتاتها المرأة المعلقه من رقبتها شنقاً  فى عمل تركيبى .. وأيضا عرضها لمجسم  علقته فوق جدار معرضها لجمجمة معدنية سوداء اللون يتدلى منها جزء من هيكل عظمى لامرأة وبدت الجمجمة بارزة يحيطها عباءة تغطى الرأس .. كما رسمت جدارية ضخمة لإمرأة استبدل فيه مكان الرأس بالجمجمة يتدلى منه حتى نهاية عباءتها الملفوف هيكلها العظمى كمومياء.. وعلى الرغم من أعمالها القويه فى تعبيرها الفنى والتقنية تواجه الفنانة تحديات ومكالمات تهديد لحياتها  لم يمنعانها من مواصلة الرسم ..
 ولكن الآن بعد استيلاء «طالبان» على السلطة .. هل سيكون لفنانات أفغانستان مكان ومساحة فى المجتمع للتعبير بالفن عن قهر المرأة الأفغانية والمطالبة بحقوقها .. ؟؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة