لو تدخل رئيس الوزراء ولو سعي وزير الداخلية ولو اعترف نقيب الصحفيين بانه أخطأ عندما سمح لزملاء (إن كانوا زملاء) ان يحتموا بالنقابة وهم مطلوبون للمثول امام النيابة.. لاحتوينا الموقف وما كانت أزمة

عندما يختفي عقلاء وشيوخ مهنة الصحافة عن المشهد فليس من حقهم ان يتحدثوا لأنهم أصبحوا شركاء في ازمة كانت لا تستحق اكثر من مكالمة تليفون بين اي عاقل يمثل الصحافة المصرية واي مسئول صاحب كلمة في وزارة الداخلية.. ولكنني فوجئت بعد وقفة الصحفيين يوم الأربعاء الماضي بالجهابذة يتحدثون علي الفضائيات كعادتهم ويوجهون الانتقادات ويطرحون الحلول والأفكار..والسؤال الذي ابحث له عن اجابة..أين كُنتُم ولماذا لم تتدخلوا لوأد نار الفتنة قبل ان تشتعل وتخرج الجماعة الصحفية في مشهد يسيطر عليه اعضاء6ابريل والاشتراكيين الثوريين وبقايا الاخوان الإرهابيين وكاننا أصبحنا نقابة يمثلها فصيل منبوذ من الشعب..يوم الثلاثاء الماضي ذهبت انا وصديقي العزيز خالد النجار إلي نقابة الصحفيين والتقينا بالزملاء يحيي قلاش نقيب الصحفيين وخالد ميري وكيل النقابة ودار بيننا حوار وسألنا عن كبار الزملاء ودورهم في الأزمة وشعرنا ان نقيب الصحفيين في مأزق حقيقي لانه مسئول عن حفظ كرامة النقابة وحل الأزمة بأقل الخسائر.. وحاولنا ان نقدم النصائح وقلنا للصديق العزيز خالد ميري لا يجب ان تكون مطالب الصحفيين مزايدات علي استقرار الوطن ولا داعي لمطلب اقالة وزير الداخلية وعلينا ان نركز فقط علي كرامة الصحفيين ووحدة الصف وطلبنا منه العمل علي ألا يتصدر المشهد مجموعة لا تعبر عن جموع أعضاء النقابة....وللحق شعرت باستجابة من الزميل خالد ميري ووقتها طلب من خالد النجار ان يشارك في دعوة اكبر عدد من الزملاء المعتدلين لإحداث التوازن ولكي نظهر بصورة مشرفة لأننا كنّا نستشعر ان جميع الوكالات والمحطات العالمية ستركز علي المشهد وسوف تصدره للعالم علي انه خلاف بين الدولة المصرية والصحافة وهذا مغاير للحقيقة تماما..حاولنا ايضا الا تكون الهتافات ضد الدولة المصرية او ضد الشرطة لأننا في النهاية جزء من الكيان الكبير ودورنا الحفاظ علي استقرار مصر وليس تصدير الفتن والانقسامات..تركنا النقابة انا وخالد النجار علي موعد لنلتقي غدا في وقفة الصحفيين.. وفي اليوم التالي التقينا وفوجئنا ببيان او توصيات خرجت من مجلس النقابة بعضها موضوعي والبعض الآخر عليه تحفظات من الكثيرين وشعرنا ان هناك من يريد أن يورط النقابة والصحفيين في ازمة مع الدولة لمصالح خاصة اعرف بعضها..دعونا نقول إنه بالرغم من مشاركة عدد مقبول من أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين الا ان اليوم مر بسلام ولكنني اكتشفت ان الوجوه التي افترشت سلم النقابة تدق ناقوس الخطر لأنهم يمثلون اتجاهات سياسية لم نعتد عليها من قبل..واكتشفت ايضا من خلال الحوار مع بعض قيادات الداخلية ان هناك ايادي خفية تحاول ان تشعل الفتنة بين وزارة الداخلية والصحافة..المرحلة الدقيقة التي تمر بها الدولة لا تسمح بالانقسامات ولا تصدير المشاكل ولا فرد العضلات..علي الشرطة المصرية ان تتذكر جيدا ان الاعلام المصري كان خط الدفاع الاول عنها عندما سقطت في يناير وكنا اول من طالبنا بحق شهدائها الابطال الذين ضحوا بأرواحهم لنعيش جميعا في أمان.. ودعمنا الجهاز الوطني حتي استعاد عافيته.. ولذلك كنّا ننتظر من العقلاء في الداخلية ان يتدخلوا وبسرعة لتهدئة الأوضاع وتفويت الفرصة علي الاخوان الإرهابيين أعداء الوطن المتربصين بِنَا جميعا الذين شاهدت نظرة الفرح في عيونهم داخل نقابة الصحفيين مما يحدث بين الصحافة والشرطة المصرية الوطنية..ولكي نكون منصفين دعونا نعترف ان هناك اخطاء من الطرفين..ليس علي رأسنا ريشة كما يدعي البعض ولكننا كنّا ومازلنا وسنظل خط الدفاع الاول عن حقوق الشعب المصري وعن الدولة المصرية ضد أعداء الداخل والخارج..دعونا نتخطي الأزمة وبسرعة..هذه المرحلة من عمر الوطن لا تتطلب استعراض القوة ولكنها تتطلب اعلاء مصلحة مصر فوق كل الاطماع والمصالح الشخصية..الأزمة كشفت مَن مع مصر..ومن مع نفسه..والكبير ليس بالاسم ولا بالمنصب..الكبير هو من يسعي إلي تحكيم صوت العقل..بالمناسبة..ويحزنني ان أقول هذا الكلام وهو ان بعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين تحولوا إلي أعضاء في الالتراس عندما هتفوا ضد وزارة الداخلية وهو ما حذرنا منه ومازلنا نحذر بأن يتسبب بعض المنتمين للنقابة من التيارات الإرهابية في الوقيعة بين الشعب والشرطة والصحافة..سنظل صحافة الوطن لأننا كنّا في مقدمة الصفوف الداعمة لثورة 30يونيو.. وكنا اول الرافضين لحكم الاخوان الإرهابيين..ستظل نقابة الصحفيين صوت الحق وعلينا ان نحسن اختيار من يمثلنا في الفترة القادمة.