إفشاء أسرار البيوت على السوشيال ميديا من أجل عيون التريند
إفشاء أسرار البيوت على السوشيال ميديا من أجل عيون التريند


من فضلك.. ضع أنفك في حياتي الشخصية

البيوت أسرار.. إلا على الفيس بوك!

الأخبار

الإثنين، 13 سبتمبر 2021 - 06:12 م

هل عاش الناس فى سنوات ما قبل وسائل التواصل الاجتماعى حياة أكثر سعادة واستقرارا؟.. وهل كانت الخصوصية عنوانا للحياة الهادئة المتينة؟..ربما هذا ما يراه البعض ويؤكدون انه بمجرد ظهور تلك المواقع الاجتماعية، بدأت الكثير من العلاقات الاجتماعية فى الانهيار..كما يرون أنه قد  تعددت أسباب التفسخ الاجتماعى..

كما يرى كثير من الخبراء والباحثين فى هذا المجال أن مواقع التواصل الاجتماعي فعلياً قد تهدم العلاقات الاجتماعية ولا تبنيها، بل إنها تجعل الفرد أكثر انشغالاً بصفحاتها الافتراضية عن علاقاته الفعلية فى الواقع الأصلي؛ وتصاعدت حدة التأثيرات السلبية التى أثرت على العلاقات الزوجية والعائلية عموماً، بعدما دأب مستخدمو تلك المواقع على نشر كل ما يتعلق بخصوصيات وتفاصيل حياتهم اليومية على الملأ جهارا نهارا دون اكتراث أحيانا وبدون وعي فى أحيان أخرى..

فتجد من يسعى لنشر معلوماته حبا منه للظهور والبروز وللتباهى أحيانا. أيضا، الكثير من الأشخاص وصلوا لدرجة من اللامبالاة تجاه خصوصياتهم نتيجة النشاط الروتيني أو الفراغ الذى قد يملأه الإنسان فى مشاركة معلوماته وصوره عبر مواقع التواصل».

الواقع الحقيقي

فتشير الدراسات إلى أن إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» ونظرائه، يسبب الاكتئاب والضيق، نظرا لأنك تهرب من الواقع الذى تعيش فيه بحثا عن سعادة وهمية، فتصدمك بعض الوقائع الافتراضية لتفشل فى العودة لواقعك الحقيقى سليما.. كما أضافت مواقع التواصل المزيد من الأفكار المتطرفة حول مشاركة أسرارنا على السوشيال ميديا، وأدى إلى انفجار المعلومات الخاطئة، وأصبحت هناك طرق سهلة للحكم على بعضنا، لتضيف ضغطا إضافيا يدفعنا للبحث عن المثالية باستمرار.. وبات هناك قلق واضح بشأن ما تفعله هذه المواقع بالبيانات التى نشاركها عبرها، حيث إننا نساهم فى تقديم الكثير من المعلومات بطريقة غير مباشرة تستغلها هذه المواقع فى توجيه الإعلانات المستهدفة التى تراها فى صفحتك الرئيسية؛ إذا فلماذا نشارك تفاصيل حياتنا على السوشيال ميديا؟

الملل والفراغ

د. محمد هانى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الاسريه، يجيب عن هذا السؤال، ويرى أن الكثير ممن يشاركون تفاصيل حياتهم الخاصة على السوشيال ميديا هدفهم الأساسى الربح والشهرة السريعة على الرغم من دنو المحتوى وفقره، لكنهم يجيدون التسويق لأنفسهم واستقطاب المتابعين بإضافة العنصر النسائى او الطفولى فى محتواهم، اما البعض الاخر قد يصبحون من مدمنى السوشيال ميديا نتيجة الملل والفراغ؛ مشيرا إلى أنه بمجرد ان تنشر مجريات واحداث حياتك اليومية لن تجعل الناس تشعر بسعادتك ولن تمنحهم سعادتهم، لأن الكل ينظر للأمور بمنظور مختلف؛ وأضاف د. هانى أن السوشيال ميديا أصبحت وسيلة لاقتحام الخصوصية مما يؤدى إلى عواقب وخيمة منها تفكك البيوت والعلاقات وهدم كثير من العادات والتقاليد إضافة لاهمال تربية أطفالنا والاستغلال غير الشرعى لهذه البيانات أو المعلومات، وطالب استشارى الصحة النفسية بفرض الرقابة المحكمة على مواقع التواصل الاجتماعى للحد من تفاقم وتزايد تلك الأزمة.

وعلى الجانب الآخر أكدت د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع أنه للأسف هجمت علينا العولمة هجمة شرسة إضافة إلى ذلك أن الأمهات وبكل صراحة افتقدوا التربية السليمة للأبناء واختفت العادات والتقاليد الوسطية من مجتمعنا بسبب السوشيال ميديا؛ وطالبت خضر بعودة نشاطات وزارة الإعلام والإرشاد القومى كما فى الماضي، وأشارت إلى أن هناك مخاوف من ضغط المقارنة والبحث عن المثالية والمعلومات الخاطئة عبر هذه المنصات وما يتم مشاركته عليها؛ واختتمت خضر بأنه كانت هناك تحذيرات، منذ تسعينيات القرن العشرين، من التحول الخطير الذى يمكن أن تحدثه منصات التواصل الاجتماعى فى الحياة الإنسانية، إذا ما تم استبدال العالم الافتراضى بالواقعي. وهو ما حدث تدريجياً للأسف الشديد، وأدى إلى تغيير رهيب فى أنماط العلاقات الاجتماعية، وفى المشاعر وطرق الفهم مشيرة إلى أننا نفتقد صناعة القدوة والمثل ويجب على وزارة الثقافة ووزارة الإعلام وضع إستراتيجية ممنهجة لإعادة الذوق للأسرة وتثقيفهم لمواجهة مخاطر السوشيال ميديا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة