حمدى رزق
حمدى رزق


« مصر سات ٢»

حمدي رزق

الإثنين، 13 سبتمبر 2021 - 07:17 م

 

يضرب الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية موعداً «عام ٢٠٢٣»،  لإطلاق أول قمر صناعى مصرى إلى الفضاء.
القمر سيتم تجميعه داخل مركز تجميع واختبار مكونات الأقمار الصناعية بوكالة الفضاء الوطنية، ويحمل اسم «مصرسات 2».
أن تأتى متأخراً خير من أن لا تأتى أبداً، ووكالة الفضاء المصرية التى كانت حلماً صارت واقعاً، تأسست بإرادة وطنية تُعنى باللحاق بمسيرة العالم نحو الفضاء، وتشغل مساحتها الفضائية، وتملأ مدارها الفضائى بجدارة واستحقاق..
إطلاق القمر الصناعى المصرى قفزة فى الفضاء، عشقنا القمر أرضياً وتغنينا بضيائه، وتسمعنا أخبار ارتياد الفضاء قعوداً مذهولين، محصورين، نتحسر على أيامنا الضائعة، ونغنى حزانى «ما تسرسبيش يا سنينّا من بين إيدينا».
 معلوم ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، ومهمتنا اللحاق بالعالم أرضياً وفضائياً، إطلاق القمر شراكة تكنولوجية مع الصين نقلة من الأرض إلى السماء، القمر لن يذهب بعد إطلاقه المرتقب بعيداً فى نزهة خلوية، بل فى مهمة تنموية، لعلها المهمة الأجدر بتسليط الضوء على مصر الجديدة.
حديث الأولويات يصح هنا، ووكالة الفضاء الوطنية أولوية أولى، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، أحد أهم المشروعات الضخمة التى تنفذها وكالة الفضاء المصرية بمنحة من الصين، داخل المدينة الفضائية التى ستقام على مساحة ١٢٤ فداناً بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، العاصمة الإدارية تستوعب الأحلام المؤجلة، مدينة الأحلام كما يصفون.
البرنامج الفضائى المصرى يقطع أشواطاً، يعوض عقوداً من القعود، يقيناً هذا عقد تحقيق الأحلام المؤجلة، أحلامنا دوماً كبيرة، ولكن إرادتنا كانت مهيضة، الإرادة تحقق الأحلام.
القمر «مصر سات 2» ليس نهاية المطاف، فمصر تدخل بوكالتها الفضائية عالم الفضاء الفسيح، بقاعدة صناعية نجحت فى تصنيع برامج فى أقمار تجريبية، ذهبت بعيداً إلى الفضاء فى مهام وطنية، وقاعدة بشرية فريدة، الفريق الوطنى يتضاعف أعداد خبرائه وعلمائه.
الشراكات التكنولوجية تؤتى أكلها، والابتعاث الخارجى إلى مواطن تكنولوجيا الفضاء «مثل أوكرانيًا» سياسة متبعة، صارت لدينا فرق جاهزة لدخول عالم التصنيع الفضائى، وفرق لتشغيل الأقمار المصرية فى مداراتها حول الأرض.
أراه قريبًا ومتفائلًا، أرى قمرًا صناعيًا مصريًا، صناعة مصرية مائة بالمائة، يقوم على تصنيعه نخبة مصرية من شباب الجامعات المصرية، الذين تخصصوا فى علوم الفضاء والحاسب، أراهم يجتهدون فى خمس جامعات مصرية، جميعًا ينظرون لأعلى، من يرفع عينيه إلى الفضاء لا يُخشى عليه فى الأرض.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة