أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية، التقي المشير عبد الفتاح السيسي المرشح وقتها لرئاسة الجمهورية مع مجموعة من الاعلاميين، وبدعوة كريمة منه تناولنا الغداء معه، وكان طبيعيا أن يكون هناك حوار أثناء تناول الطعام، وردا علي أسئلة الاعلاميين أجاب المشير والمرشح الرئاسي وقتها علي أسئلة كثيرة كلها تتعلق بما قبل ٣٠ يونيو وما بعدها، وفي لحظة صمت سألت المشير، هو حضرتك مبتخفش، نظر لي بنظرة مؤمن مرتاح الضمير وواثق من ذاته وعمله ورد وهو يشير بأصبعه إلي أعلي مبخفش غير من ربنا.
وفي باريس العاصمة الفرنسية وكانت ثاني محطة خارجية للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي بعد ثورة شعبية وباكتساح غير مسبوق في التصويت لصالحه، مر الموكب الرئاسي وسط باريس ولاحظ الرئيس وقوف أعداد غفيرة من المصريين اصطفت لتحيته فأوقف الموكب ونزل من السيارة ليحي المصريين ويصافحهم وسط زهول رجال الأمن الفرنسيين المرافقين له وسمعت من أحدهم وهو بالمناسبة كان مصري الأصل يقول لزميل آخر، هو عمل كدة ازاي ؟ هو مش خايف علي حياته !.
وفي برلين وأمام مقر إقامته في أثناء زيارته للعاصمة الألمانية لاحظ الرئيس من شرفة غرفته أن هناك عددا كبيرا من المصريين واقفين أمام الفندق ليحيوه ، فما كان منه إلا أن قرر النزول إليهم في الشارع وتحيتهم والسلام عليهم، لم يكن أحد يتوقع ذلك، فقد كنت في طريقي لغرفتي في انتظار المصعد الذي فتح فوجدت الرئيس ومعه حارسه الشخصي فقط فاندهشت لوجود الرئيس في هذا المصعد وهو مخصص له مصعد آخر ضمن الإجراءات الأمنية، وغادر الرجل المصعد متوجها لخارج الفندق وسط هرولة من رجال الأمن الألمان الذين فوجئوا بوجود الرئيس في بهو الفندق وهم لا يدرون إلي أين هو ذاهب، وخرج الرئيس إلي الشارع ليصل إلي أبناء شعبه ويصافحهم ويلتقط معهم الصور عبر هواتفهم المحمولة وسط ذهول من رجال الأمن وعدم تصديقهم لما يحدث أمامهم وما فعله الرجل وجراءته علي الإتيان علي هذا الفعل.
ثلاثة مشاهد كنت شاهدا عليها أكدت لي أن الرجل لا يهاب ولا يخاف غير من الله عز وجل، تذكرت هذه المشاهد وأنا أستمع لخطاب الرئيس وهو يؤكد سبع مرات أنه لا يخاف ودعا المصريين ثلاث مرات لعدم الخوف، وأن يكون لدينا أمل في الغد لأن بكرة أجمل وأحسن بمشروعات مصر العملاقة وما تم تنفيذه علي أرض الواقع والذي يستحيل تنفيذه في عامين فقط ، لولا أن الرجل لا يخشي شيئا ولا يخاف غير من الخالق العظيم الذي سيحاسبه علي عمله وما قدمه لشعبه.
ورسالة الرئيس المهمة والمهم أن نستوعبها لمن يحاولون لي ذراع الدولة المصرية أو يتصورون أنهم دولة داخل دولة هي أن الدولة المصرية لازم تكون دولة، وليست أشباه دولة، دولة قانون ومؤسسات، تحترم نفسها علشان العالم يحترمها، فهل استوعبون رسائل الرئيس.