شعرت بالسعادة والفخر وأنا أتابع مشاهد إطلاق الرئيس السيسي صباح أمس إشارة البدء لموسم حصاد القمح ضمن مشروع المليون ونصف مليون فدان بالفرافرة.. هذه المشاهد السعيدة جعلتني استعيد ذكريات طفولتي مع القمح في قريتي عنيبس بسوهاج.. يوم حصاد القمح كنت أذهب مع والدي وأعمامي رحمهم الله إلي « الغيط « وكانت جدتي رحمها الله تعتبر يوم حصاد القمح يوم عيد تستمر فرحته أياما وليالي قبل اختراع آلات الميكنة الحديثة.. كانت عملية جمع المحصول تمر بعدة مراحل أولها تجميع عيدان القمح في « الجرن « وتتم عملية الدرس باستخدام « نورج « يجره بقرتان ثم يقوم عامل « المدراية « برفع « التبن « إلي أعلي في الهواء لفصله عن حبوب القمح وبعدها تتم عملية تخزين القمح في الصوامع المصنوعة من الطين لنستخدمه في الخبز علي مدار العام.
يوم أمس كان يوما سعيدا لكل المصريين.. رأيت فرحة بالغة للرئيس السيسي وهو يتجول بين العمال والجنود في الحقول.. صافح الأيادي الخشنة التي باتت تزرع وتحصد حتي اخشنت.. احتضن فلاحين يرتدون ملابس مشبعة بذرات رمال التعمير والإنتاج.. تحدث مع وجوه مشرقة لفحتها حرارة الشمس المحرقة وحولتها إلي بشرة سمراء..
تذكرت وأنا أتابع الاحتفال مقولة سمعتها لفضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي « إذا أردت أن يكون قرارك من راسك لابد أن يكون طعامك من فاسك».
تذكرت أيضا رائعة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي شدي قائلا « القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك وتزيده‏.. لولي ومشبك علي عوده.. والدنيا وجودها من جوده.. عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك وتزيده «.
تلك الأغنية التي مازال المصريون يستقبلون بها موسم حصاد القمح، نظرا لأهميته فهو يعد محصول الغذاء الأساسي الذي يعتمد عليها معظم شعوب العالم وتستخدم حبوبه لإنتاج الخبز والمكرونة وغيرهما، كما يستخدم مربو الحيوانات تبن القمح كغذاء أساسي للحيوان.
ما سمعته بالأمس من الرئيس السيسي يؤكد أننا نستطيع أن نحقق الاكتفاء الذاتي من القمح بعد تمام زراعة المليون ونصف المليون فدان بدلا من أن نضع أيدينا علي قلوبنا مع التصريح المتكرر لوزير التموين عندما يقول إن مخزون القمح يكفي شهرين فقط.. شكرا للسيسي الذي حوَّل صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء إلي جنة وحدائق هيفاء.. شكرا للرجل الذي قام بتعمير صحراء كانت الذئاب تخشي التواجد بها لتتحول إلي مدن سكنية زراعية صناعية تشقها شبكة طرق عملاقة تربط الفرافرة بمحافظة أسيوط ومحافظتي القاهرة والجيزة.. شكرا للسيسي الذي وعد فأوفي وقال فصدق وحقق أحلاما أصبحت واقعا علي الأرض بإنشاء 7 مشروعات قومية عملاقة بقيمة تريليون و300 مليار جنيه.. شكرا للسيسي الذي فجر ينابيع الخير في طول بر مصر شرقا وغربا.. شمالا وجنوبا.. وتحيا مصر تحيا مصر.