أمينة رشيد
أمينة رشيد


جدل الثابت والمتغير فى دراسات «أمينة رشيد» الأدبية

أخبار الأدب

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021 - 09:47 ص

سلمى مبارك

يتخذ كتاب أمينة رشيد «الأدب المقارن والدراسات المعاصرة لنظرية الأدب"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى 2011، موقعه فى إطار عام هو مشروع أمينة رشيد للمقارنة، المقارنة ليس بوصفها فرعا من فروع الدراسات الأدبية بل بوصفها مشروعا فكريا له بعد وجودى. فالأدب المقارن يتيح التجوال الحر بين اللغات والثقافات، بين الفنون والآداب، بين النظريات والمعارف، بين العصور المختلفة. وتقودنا الدراسات المقارنة إلى التعددية والبعد عن الرؤى الأحادية فى نضال معرفى ضد الحدود المغلقة والهويات الثابتة والحقائق النهائية. 


ترى كلير جوبير أن المقارنة كمنهج نقدى تنطوى على بعدين: بعد أخلاقى مرتبط بطبيعة وشكل العلاقة مع الآخر، وبعد معرفى يتنامى ضد انغلاق النظم المعرفية على ذاتها. وفى الحالتين يدور الأدب المقارن حول مفهومين : مفهوم الحدود ومفهوم الانتقال، فكرة الحواجز وفكرة الاجتياز. والاجتياز هنا ليس تجوالا استكشافيا بين الأنواع ولا هو تسكعا بين النظم المعرفية، إنما يتحدد هدفه فى إعادة ترسيم الحدود وخلق رؤى جديدة تساهم فى تحول التصورات الثابتة، وتقود كل حقل معرفى لإعادة النظر فى ذاته بعيون مغايرة.
كتاب أمينة رشيد عن الأدب المقارن هو تجسيد لهذه المعانى. 


إذا اتفقنا على أن الأدب المقارن هو مسار عبور فسنجد أن المسار المعرفى لأمينة رشيد كان دائما عبورا مستمرا ومتجددا للحدود، طبقية كانت أو لغوية أو ثقافية. يجمع الكتاب عددا من المقالات النظرية والتطبيقية، كاتبتها أستاذة الأدب الفرنسى التىنشأت فى وسط ثقافى أرستقراطى يعتمد الفرنسية كلغة تواصل ولغة نخبة. الكتابة بالعربية لأمينة رشيد كانت إذا اختيار يتجسد فيه مفهوم العبور للحدود اللغوية التى فرضها أولا، تكوينها الثقافى المبكر، وثانيا، التخصص الأكاديمى فى الأدب الفرنسى، وثالثا، مجموعة من الأعراف الأكاديمية التى لا تعترف للباحث فى أقسام اللغات بجامعاتنا، لا أقول بحقه فى الكتابة باللغة العربية بل بواجبه فى الكتابة باللغة العربية، ولا تعترف بالمبرر الوحيد لتخصصه: ألا وهو فتح الأسوار ما بين الثقافات وخلق تواصل حقيقى بينها.


 خاضت أمينة رشيد صراعات عدة لاجتياز هذه الحدود، صراعات مع النفس ومع الآخر. تصارعت مع تكوينها الثقافى الأول الذى همش اللغة العربية فى الوسط الذى نمت فيه، فعلمت نفسها العربية وكانت قراءة ودراسة الأدب وسيلتها فى ذلك، منذ تتلمذت على يد دكتور عبد الحميد يونس أستاذ الأدب العربى فى كلية الآداب، فكانت قراءاتها لأعمال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى .. إلخ فى الخمسينيات. استمر هذا الصراع مع الذات لاجتياز الحدود اللغوية والثقافية عند اختيارها الأدب المقارن مجالا للتخصص، ثم فى اضطلاعها بالعديد من الترجمات سواء الأدبية أو النقدية من وإلى العربية. 


أما الصراع مع الآخر من أجل اجتياز الحدود، فإن تعددت فيه المواقف إلا إننى أتوقف عند المواجهة التى حدثت معها عندما تقدمت للترقى إلى درجة أستاذ فى الأدب المقارن بقسم اللغة الفرنسية، وكانت أغلب أبحاثها مكتوبة بالعربية وهو ما تسبب فى رفض لجنة الترقيات العلمية لها. فخاضت فى ذلك معركة انتهت بالانتصار للحق فى الكتابة بالعربية للباحث فى اللغة الأجنبية، وكان طوق النجاة هو أيضا الأدب المقارن كتخصص يتيح هذا الانتقال الثقافى بين اللغات. 


يضم كتاب «الأدب المقارن والدراسات المعاصرة لنظرية الأدب"تسع مقالات نُشرت ما بين 1983  و2009. وبالرغم من امتداد هذه الفترة الزمنية، فإن القارئ لا يجد أى انفصال بين مقالاته، بل تنتظم فى بنية فكرية واضحة منذ الفصل الأول وحتى الفصل الأخير. ويأتى هذا الانتظام حول محورين:
• الأدب المقارن فى علاقته بنظرية الأدب
• الأدب المقارن كمجال لدراسة صورة الآخر
يبدأ الكتاب بمقدمة ترصد نشأة الأدب المقارن والإشكاليات والأزمات التى شهدها، ثم يَعرض لتطور مجالات دراسته ومواضيعه المختلفة، وينتهى بفصل ختامى بعنوان «آفاق جديدة فى الأدب المقارن» يتأمل المشهد المعاصر فى الدراسات المقارنة ومجالاتها الجديدة التى تفتح آفاقا مختلفة لدارس الأدب المقارن اليوم.


يمكننا القول أن محورى الكتاب يدوران حول الموضوعين الأهم فى الأدب المقارن ويتقاطعان مع ما حددته كلير جوبير كبعدين رئيسيين فى الأدب المقارن : البعد الأخلاقى المرتبط بطبيعة وشكل العلاقة مع الآخر، والبعد المعرفى ضد انغلاق النظم المعرفية على ذاتها. يتقارب هذان البعدان مع ما اعتبرته أمينة رشيد الشرطين الأساسين الذى نشأ الأدب المقارن فى كنفيهما: الأيديولوجيا والعلم.
فيما يتعلق بارتباط الأدب المقارن بالأيديولوجيا فمحوره فى فكر أمينة رشيد يدور حول موضوع صورة الآخر. ترى أ. رشيد أن مفهوم عالمية الأدب الذى تبلور فى القرن الثامن عشر مع فكر التنوير استهدف نقد السلطة المركزية المطلقة، وبالتالى كان الاحتياج للخروج من المركز والبحث عن الآخر سواء تجسد هذا الآخر على المستوى الجغرافى (موجة المد الشرقى التى اجتاحت الغرب منذ كتابات مونيسكيو)، أو تشكل فى خيال الكُتاب فى عوالم طوباوية.تحولت هذه العالمية مع الفكر الاستعمارى فى القرن التاسع عشر، فكان التوجه للآخر بهدف اكتشافه وتصويره ثم السيطرة عليه، كما شرح ذلك تودوروف وإدوارد سعيد.تُكرس هذه المرحلة تكريسا حادا للمركزية الأوربية فى العلاقة مع الآخر.ثم يأتى رفض هذه المركزية وما ارتبط بها من رؤى استعمارية بداية من كتابات إتيامبل، ووصولا إلى الدراسات المعاصرة مثل دراسات ما بعد الاستعمار والدراسات الثقافية فى انفتاحهاعلى تعددية تتجاوز الثنائيات القديمة.
أما العنصر الثانى الذى أثر فى نشأة الأدب المقارن كما تراها أمينة رشيد فهى العلم، حيث تطورت العلوم الطبيعية فى القرن التاسع عشر وأثرت على الأدب والنقد الأدبى وانعكست تردداتها فى منهج المقارنة. إحتفظ الأدب المقارن فى تطوره بهذه النزعة العلمية طامحا لإكساب النقد الأدبى دقة العلوم الطبيعية. هذه الفكرة هى التى دارت حولها الأبحاث فى المحور الأول للكتاب :الأدب المقارن ونظرية الأدب.حيث ترصد أمينة رشيد تطور النقد الأدبى منذ ستينيات القرن العشرين فى سعيه للتعامل مع النص الأدبى بقدر من «الموضوعية» تُخلص النقد مما وصفته أمينة رشيد بـ « الثرثرة حول الادب». 


 تطورت نظرية الأدب فى اتجاهات عدة تبعتها فى ذلك دراسة الأدب المقارن، مستلهمة تارة أدوات الشكلانية والبنيوية وتارة أدوات النقد الماركسى فى طرحه لعلاقة الأدب بالأيديولوجيا والمجتمع. ويمكننا القول أن هذه المنطقة المنهجية هى التى أصابتها جل سهام الهجوم على الأدب المقارن باعتباره مجالا دراسيا لا يعتمد على منهج خاص به، بل على استعارة مناهجه من مواضيع دراسته وهو ما أشارت اليه أمينة رشيد ب"أزمة الأدب المقارن". 


وإذا كانت إشكالية المنهج هى موضع الهجوم على الأدب المقارن إلا أن تنقل الأدب المقارن بين النظريات المختلفة هو ما شكل فى الواقع خصوصيته ومواطن ثراءه. فاعتماد أدوات نقدية مستقاه من نظريات عدة لم يؤد إلى تحلل هذا المجال الدراسى أو تفكك بنيته الداخلية، بل تنتج هذه التعددية وضعا صحيا يستثمر تجدد المعرفة ويأسس لتطور العلوم. وعلى مدار فصول الكتاب نضع أيدينا علىالنواة الصلبة للأدب المقارن التى تحفظ وحدته. وهى تقوم على مبدئين يشكلان العماد الإجرائى للفكر المقارن. هذان المبدأن هما الثابت والمتغير: «اكتشاف الثوابت، كما تقول أمينة رشيد، التى تجمع بين آداب العالم أجمع، والمتغيرات التى تخص كل أدب من الآداب». وهى فى ذلك تسير على خطى إتيامبل الذى يعتبر هذين المبدأين هما جوهر الأدب المقارن وهما أيضا ما يكسب هذا الفرع من الدراسات الأدبية إنسانياته. 
واذا كان مفهومى الثابت والمتغير يقدمان الأدوات الإجرائية لفعل المقارنة، إلا أنهما يستندان على مبدئين فلسفيين تتبعهما أمينة رشيد متلمسة إياهما منذ بداية عصر التنوير فى شرحها لمفهومى العام والخاص الموروث من القرن السابع عشر،حيث أُعيد تشكيلهما من جديد فى مفهومى الوحدة والتنوع فى القرن الثامن عشر، وأخيرا تحولت هذه الأفكار لتندرج فيما سمى بـ «الأدب العام» الذى يسعى إلى رصد الظواهر الأدبية المتشابهة فى محاولة لإيجاد القوانين التى تحكم الإبداع.


 وبالرغم من أن الثابت والمتغير يشكلان الأدوات المنهجية للدراسات التطبيقية التى يحتويها الكتاب، إلا أن مفهوم الثابت فى مرجعيته الفلسفية يبدو متحررا من  ثبوتية يوحى بها المصطلح، حيث تقول أمينة رشيد «إذا افترضنا أن للخاص تأثيره فى العام كما أن للعام تأثيره فى الخاص، فهذا ينفى وجود «ثوابت» أبدية غير متحركة». فالثابت إذا هو أداة منهجية لإقامة المقارنة أكثر من كونه مفهوم فكرى يجمد العناصر الأدبية.


 المقارنة  من هذا المنطلق تقوم على عمليتين أساسيتين توضحهما أمينة رشيد كما يلى:
• الاستقراء أو الانتقال من الخاص للعام، أى النظر فى أمثلة كثيرة ودراسة أعمال جزئية قبل استخراج القوانين العامة (من المتغير للثابت)
• الاستنباط أو الانتقال من العام الى الخاص، أى الانتقال من المبادئ العامة التى تشكل فرضيات إلى نماذج تطبيقية يشرع الباحث فى دراستها تتحقق فيها المبادئ العامة. (من الثابت للمتغير)
فى المحور الأول من هذا الكتاب تندرج دراسة لموضوع القيمة والشكل فى روايات الأرض تتناول فيه أمينة رشيد عددا كبيرا من النماذج الأدبية لرواية الأرض تنتمى لأزمنة وأمكنة متعددة تمثل فى تعدديتها أكبر تحقق لمفهوم الأدب العالمى. وفى دراستها لهذه النماذج تسعى لاستبيان ما يجمع هذه الروايات من ناحية وما يحدد اختلافها النوعى من ناحية أخرى، متتبعة فى ذلك جدل الثابت والمتغير. فنتحرك معها فى محور الاستقراء حيث ننتقل من الدراسة الجزئية لمحاولة استنباط القوانين العامة. وفى محور الاستنباط - بمعنى البدأ بالفرضيات ثم محاولة اختبارها من خلال دراسة النماذج الجزئية - تقوم أمينة رشيد باختبار مفاهيم القيمة وعلاقتها بالدلالة والشكل، متتبعة مناقشات باختين وتودوروف وفيليب آمون وإيجلتون وبيير زيما وماشرى.. كاشفة عن ثقافة نقدية موسوعية وقدرة فائقةعلى تمثل المفاهيم النقدية واستخدامها فى قراءة النصوص الادبية.


النموذج الثانى الذى يظهر فيه سعى أمينة رشيد لربط المقارنة بنظريات الأدب يتجلى فى دراسة عن جماليات الرواية والأيديولوجيا. فمن خلال أربع روايات : «التربية العاطفية» لفلوبير، «المتمرد» لجول فاليس، «بين القصرين» لنجيب محفوظ، «الباب المفتوح» للطيفة الزيات، تسعى الدراسة للإجابة على تساؤلات تندرج فى نظرية الرواية بشكل أساسى، وتدور حول ماهية النوع الروائى الذى تتجاذبه تعريفات تارة شكلانية جمالية، وتارة أخرى اجتماعية أيديولوجية، نتحير فيها بين الرواية كوثيقة والرواية كفن. وبالرغم من اعتراف المؤلفة أنها لم تحل قضية العلاقة الإشكالية بين جماليات الرواية والأيديولوجيا، إلا أنها قد قدمت حلولا توفيقية تربط هذين البعدين تمثلت فى إثبات العلاقة بين تعدد الأصوات فى الخطاب الروائى وتقنيات الوصف من جهة، وأيديولوجيا الكاتب من جهة أخرى، معتمدة فى ذلك على مفهوم لوتمان عن تراكم وكثافة الأنظمة الدلالالية التى تشكل فى حد ذاتها القيمة الجمالية للغة الأدب. 


أما المحور الثانى من الكتاب فيتناول موضوع صورة الآخر فى الأدب المقارن، وتعتبره أمينة رشيد ركيزة نشأ فى كنفها الأدب المقارن ثم تطور عن طريق الثورة على التناول التقليدى الذى أرسته المدرسة الفرنسية، إذ كانت صورة الآخر تُدرس فى العهود الأولى للأدب المقارن من خلال خاصيتين تستنبطهما المؤلفة: رصد الصور النمطية التى تتكون عن الآخر، والمقارنة بين الصور النمطية والسياق الواقعى للصورة. تحول هذا المنحى مع تطور العلوم الإنسانية وأصبحت دراسة صورة الآخر لا تقاس على دراسة واقع ما ينفيها أو يؤكدها، إنما يُنظر إليها فى تعبيرها عن العلاقة بين الأنا والآخر فى بعدها الصراعى مهما تخفت وراء مقولات الوفاق والمساواة. بالإضافة إلى ذلك فإن صورة الآخر أصبحت تحتل موقعا فى الدراسات الإنسانية مثل الإتنولوجيا والأنتروبولوجيا والنقد الثقافى، مما يحتم على دارس الأدب المقارن الالتفات إلى المعارف والأدوات التى تقدمها هذه العلوم عند تناوله لموضوعه.


وفى إطار هذا المحور، تتناول أمينة رشيد فى الفصل الرابع من الكتاب - وعنوانه «صورة الآخر فى الأدب المقارن، تحولات نظرية و منهجية» - تطور فلسفة النظر للآخر بدأَ من كتابات  إتيامبل الذى قدم نقدا لاذعا للمركزية الأوربية، ثم تودوروف الذى ربط صورة الآخر بخصوصية الأنا وتاريخيته ونسبيته - فالرؤية تختلف كما تقول أمينة رشيد طبقا للمصلحة والرغبة والأيديولوجيا. ثم تنتقل إلى مفهوم الآخر عند إدوارد سعيد وارتباطه بمفهوم الاستشراق حيث يُصبح تَشَكل صورة الآخر الشرقى داخل خطاب ومؤسسة الاستشراق المعرفية أداة للسيطرة على هذا الآخر. ثم تنتقل إلى مكسيم رودنسون الذى يقدم تفسيرا تاريخيا لصورة الشرق الساحر والصورة المناقضة لها صورة الشرق المرعب فى تجاورهما.


فى نفس هذا المحور تقدم أمينة رشيد عددا من الدراسات التطبيقية، أتوقف عند واحدة منها وهى «الآخر بين الهيمنة والصراع» وتتناول فيها كتابات نيرفال وفلوبير عن الشرق ورفاعه الطهطاوى عن باريس.تقدم الدراسة تحليلا للنصوص الأدبية كموطن للصراع : فى الروايات الفرنسية يكون الصراع متعددا مع الذات مرتبطا بأحلام الكاتب وهواجسه من ناحية، وصراعه مع مجتمعه ووضعه الإشكالى داخل هذا المجتمع وتمرده عليه من ناحية ثانية، ثم صراعه مع الآخر المرتبط بسياق تاريخى استعمارى وبخيال جمعى يتشارك فيه الأديب مع مجتمعه من ناحية ثالثة. تتبع أمينة رشيد كل من هذه الصراعات مع كل كاتب على حدة كى تؤسس لفكرة مؤداها أن صورة الآخر تتكون فى مدار لاوعى الأنا، قبل أن يلتقى بهذا الآخر ويبدأ فى تكوين الجزء الواعى من تلك الصورة.


تتبع أمينة رشيد فى بقية فصول الكتاب نفس منهجها فى البحث حيث تتضافر الرؤية الجدلية للثابت والمتغير، مع الأدوات الإجرائية للمقارنة من استقراء واستنباط، مع ثقافة أدبية موسوعية تشكل الحقل الذى يمد الدراسة بمادتها الخام، مع معارف نقدية متعددة الروافد تجيد أمينة رشيد تمثلها لتمزج كل هذه العناصر فى بوتقة واحدة تشكل مفهومها للأدب المقارن.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة