أراء كثيرة وأفكار عديدة.. ووجهات نظر مختلفة.. تداخلت وتشابكت مع بعضها حتي تعالت اصوات النساء خاصة الامهات الشابات عندما طرحت موضوع ضرورة حماية اطفالنا من أنياب الذئاب البشرية بمنع أي محاولة للتحرش قبل حدوثها وخاصة بعد إعادة فتح ملف التحرش مرة أخري بعد حادثة اغتصاب طفل مدرسة اللغات الشهيرة مما أعاد للأذهان حادثة الطفلة زينة وميادة.. وفي الواقع ما دفعني لطرح هذا الموضوع انني لاحظت أثناء قضاء اجازة شم النسيم علي أحد شواطئ الغردقة أن الامهات والاباء والاجداد يجلسون في الظل تحت المظلة يتسامرون ويشربون المرطبات بينما الأطفال والمراهقون والشباب ينطلقون في حرية علي الشاطئ بالمايوه أو بالشورت القصير، ويقضون ساعات طويلة بعيدا عن الرقابة. قلت لاحدي الامهات «نحن نراهم اطفالاً ولكن علينا توخي الحذر بعد ان أصبحنا نري ونتلمس سلوكيات مليئة بالعنف والانحطاط أفرزت اسوأ ما لدينا من أخلاقيات خاصة تجاه الجزء الأضعف في المجتمع متمثلا في الاطفال الابرياء والفتيات الصغيرات بل وايضاً الذكور.. رغم ان هؤلاء الزهور لم تتفتح بعد!!
اتهمتني احدي الامهات الشابات بالمبالغة والخوف المرضي الناجم عن أخبار مثيرة تنشرها الصحف والمجلات وتستثمرها البرامج الحوارية أي التوك شو ثم بدأت كل أم تروي مواقف تعرض لها أحد الابناء أو تصرفات شاذة صادرة عن شخص منحرف.. وهنا ساد جو من الهدوء وسط الهمس مما كشف بشاعة مواقف ناجمة عن التحرش ولكن الكثيرين يفضلون الصمت والتشبه بسياسة النعامة بدفن الرأس في الرمال، غير مدركين ان التحرش الجنسي من أصعب المواقف التي يمر بها الطفل وتؤثر عليه طوال حياته فقد تجعله انسانا غير سوي نفسياً وبدنياً. وهنا اتفقنا علي أهمية نشر فكرة التوعية بين الاطفال عن طريق حوار مستمر مع الوالدين قوامه الصراحة في مناقشة جميع الموضوعات وأنه ليس هناك اسرار علي الاطلاق حتي بما يتعلق بالجنس، وهناك نصائح يجب أن يقدمها الأهل للابناء منها التنبيه عليهم بعدم الالتصاق بأجساد الآخرين أو السماح لهم بلمس اجزاء من اجسامهم أو خلع ملابسهم أو الاستحمام أمام الآخرين وعدم الجلوس علي أرجل أحد أو الذهاب معهم إلي مكان منعزل أو الانسياق في الحوار عن الجنس أو مشاهدة صور أو أفلام إباحية وإذا تعرضوا لتصرف غير لائق أو غير مألوف عليهم بالجري بعيداً عن المعتدي والصراخ لفضحه وإبلاغ الاهل والمدرسين بالموقف.
وأري أن للمدارس دوراً مهماً في ارشاد الاطفال وتوجيههم عن طريق كتب ارشادية معدة جيداً وأهمس في اذن كل أم وأب بضرورة مواجهة أي موقف حرج بصراحة بدون توجيه اللوم للصغير بل معاقبة الجاني ومعالجة الصغير لدي طبيب نفسي.