لا يكاد يمر يوم، إلا وأتلقى اتصالا من مواطن يشكو من أمر ما. هذا يشكو من رفض مستشفى حكومى علاجه، وآخر يعانى من ضآلة معاشه، وثالث يصرخ لعدم تنفيذ أحكام قضائية صادرة لصالحه... الخ الخ.
العجيب أن الكل بعد أن يستفيض فى عرض شكواه، التى غالبا ما تكون شخصية، يطالبنى برفع استغاثته للرئيس السيسى، لأنه الوحيد القادر على حل مشكلته !
إننى أقدر حسن ظن مظاليم مصر برئيسهم. لكننى اعتذر لهم لأننى لم أرفع شكاويهم للرئيس فى استغاثات عاجلة كما طلبوا. أما اليوم فقد قررت أن يكون عنوان مقالى « عاجل إلى الرئيس «، لا لأعرض شكوى سيدة استولى جارها على بيت والدها فى البحيرة بالقوة، وضمه لبيته مستغلا إقامتها فى القاهرة، وتقاعس الشرطة عن تنفيذ أحكام صادرة لصالحها، أو عذاب رجل على المعاش فى الثمانين، قضى عمره يعمل بكل إخلاص بالهيئة العامة للبترول، لكنه الآن لا يجد الرعاية الطبية الآدمية أو الدواء والمعاملة الإنسانية من المركز الطبى للبترول فى مدينة نصر، أو شكوى رجل يمتلك بيتا، لا يجد شقة لابنه رغم أن المستأجرين أغلقوا شققهم، ويرفضون إخلاءها، بعد أن أصبحوا أصحاب أملاك.. وغيرها من الشكاوى. وإنما ما دفعنى هو أننى عرضت هذه الشكاوى وغيرها فى مقالات سابقة، ولم أتلق ردا من معظم المسئولين المعنيين، ما جعلنى التمس العذر لكل مظاليم مصر فى الاستغاثة بالرئيس.. وهأنذا أفعل مثلهم وأطالب الرئيس بشكل عاجل بالتخلص من كل مسئول متبلد الحس، لا يرعى مصالح الناس وينام قرير العينين، بينما الملايين يتجرعون كئوس الظلم والهوان. فلن ينصلح حال مصر، فى ظل وجود أمثال هؤلاء أبدا.