جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال صلي الله عليه وسلم أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشي الفقر وتأمل الغني ولا تمهل حتي إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان...
الركون إلي التسويف في نقل الخيرات اعتماداً علي أن في العمر متسعاً وفي الوقت فسحة.. فما لا يدرك اليوم يفعل غداً باب من أبواب الشر يستدرج اليه الشيطان الكثير من الناس حتي يفوت عليهم الفرصة.. يقول أحد الصالحين وجدت التسويف جنداً من جنود ابليس قد اهلك خلقاً من خلق الله.. ويقول أبوبكر النساج رضي الله عنه من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة وذلك لأن للتسويف آثار مدمرة منها اضاعة الكثير من الحسنات وفوات العديد من الدرجات ويطبع صاحبه علي التحقير.. وقد مثل هذه الحالة العلماء برجل كُلف بقطع شجرة وكان وقتها شاباً والشجرة صغيرة لا تستدعي جهداً في قطعها فإذا هو بادر في هذه السن بقطع الشجرة لم تكلفه عناء في حين إذا سوف في قطعها ازدادت الشجرة علي مر السنين صلابة وقوة وازداد هو عجزا وضعفاً ومن ثم يفوته في شيخوخته ما عجز عن تحقيقه في شبابه، لذا قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تؤخر عمل اليوم إلي الغد وقال أيضاً لا تنتظر الوقت المناسب فإنه لا يأتي أبداً وقيل من أخر الفرصة عن وقتها فليكن علي ثقة من فوتها.. فعلي كل منا أن لا يغتر بصحة توفرت أو ثروة تحصلت أو شباب وحيوية فسرعان ما تزول النعم وأصحابها مازالوا علي قيد الحياة أو أصبحوا في عداد الموتي.. الإنسان لا يملك إلا لحظته التي هو فيها.. وصدق من قال كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غداً لا يبلغه. ومن ثم ينصح الرسول صلي الله عليه وسلم قائلاً: صل صلاة مودع فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.